عدن ، اليمن – أكد المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، أنور التميمي، أن إعلان عدد من الوزارات والمؤسسات السيادية والسلطات المحلية في الحكومة دعمها لإعلان “دولة الجنوب العربي”، ليس مجرد موقف سياسي. بل هو تأكيد عملي على أن الجنوبيين ماضون في ترتيبات إدارة شؤونهم بأنفسهم وفرض واقع جديد على الأرض.
وفي تصريحات خاصة لـ “صوت الإمارات”، أوضح التميمي أن خيار إدارة الجنوب ذاتيا بات ضرورة حتمية. هذا الوضع جاء بعد أن أخل الشركاء في مجلس القيادة الرئاسي، وعلى رأسهم رشاد العليمي، بالتزاماتهم تجاه الشراكة والتوافقات السابقة.
نقد الشراكة ونهج الهيمنة
وجه التميمي انتقادات لاذعة لمنهجية إدارة مجلس القيادة الرئاسي، قائلا:”الشراكة في نظر رشاد العليمي ومن معه هي الاستحواذ والهيمنة ومصادرة الحق الجنوبي. هذا الوضع لا يمكن أن يستمر؛ فإما شراكة ندية نكون فيها أسيادا وأصحاب قرار على أرضنا، وإما فلا.”.
وأشار إلى أن المجلس الانتقالي نجح في إنجاز ملف التمكين العسكري والأمني. كما نجح في الانتشار على كامل الرقعة الجغرافية للجنوب. وأكد التميمي أن المرحلة الحالية هي مرحلة الترتيب الإداري لضمان استمرارية الخدمات وتسيير حياة المواطنين بعيدا عن التعطيل السياسي.
تسونامي التأييد: وزارات ومؤسسات سيادية
في خطوة تعد تحولا جذريا في المشهد، أعلنت وزارات وهيئات حكومية كبرى اصطفافها خلف مشروع استعادة الدولة. وقد أعلنت جاهزيتها للعمل تحت مظلة القرار الجنوبي. وشملت قائمة الجهات المؤيدة:
وزارات سيادية وخدمية: العدل، النقل، الإعلام والثقافة والسياحة، الشؤون الاجتماعية والعمل، الخدمة المدنية والتأمينات، المياه والبيئة، والزراعة والري والثروة السمكية.
مؤسسات وهيئات حكومية: أعلنت ولائها للقيادة السياسية الجنوبية لضمان انتقال إداري منظم.
عدن تحسم موقفها: الانضباط تحت راية الانتقالي
من جانبه، أعلن المكتب التنفيذي للعاصمة عدن، في اجتماع رسمي، تأييده الكامل لكافة الخطوات التي يتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس قاسم الزبيدي.
وأوضحت السلطة المحلية في بيانها أنها واجهت تحديات كبرى بسبب محاولات “إقحام الخلافات السياسية في الملفات الخدمية”. أكدت أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الحاضنة السياسية الوحيدة لعمل السلطة المحلية.
وشدد على الالتزام بالدفاع عن المكتسبات الوطنية التي تحققت في حضرموت والمهرة وكافة محافظات الجنوب. كما أكد التمسك بالحق المشروع لشعب الجنوب في إعلان دولته المستقلة استجابة للإرادة الشعبية والتضحيات الجسيمة.
اصطفاف لإدارة المرحلة الانتقالية
اختتمت البيانات المتزامنة للوزارات والمؤسسات بالتأكيد على الاصطفاف الوطني خلف القيادة الجنوبية. تعهدوا بضمان استمرارية عمل المرافق العامة وتقديم الخدمات للمواطنين بكفاءة. هدفها هو ضمان “انتقالا منظما” لا يؤثر على مصالح الشعب أو الوظيفة العامة للدولة، وينهي حقبة التهميش والتبعية.


