عدن، اليمن – قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، أنور التميمي، إن تصريحات نائب وزير الخارجية اليمني، مصطفى النعمان، حول احتمال التحالف مع جماعة الحوثي بحجة حماية الوحدة الوطنية، تمثل تطوراً خطيراً. هذا يشكل تهديداً صريحاً للأمن القومي العربي وابتزازاً للتحالف العربي.
وكان النعمان قد تحدث عن سيناريو مستقبلي محتمل. قال إنه إذا استمر الوضع نحو تقسيم اليمن أو تصعيد من قبل المجلس الانتقالي، فقد يضطر أنصار الوحدة اليمنية إلى التحالف مع الحوثيين. هذا سيكون بهدف الحفاظ على الوحدة الوطنية. وأوضح أن هذه التصريحات ليست موقفاً رسمياً للحكومة الحالية. بل كانت تحذيراً من سيناريو كارثي محتمل إذا تفاقم الوضع. وأكد على أن اليمن غير الموحد سيكون “بؤرة اضطراب” للمنطقة.
ردود الفعل
أثارت التصريحات غضباً شديداً في الأوساط الجنوبية وأنصار المجلس الانتقالي. وصفوا ما جاء على لسان النعمان بـ”الفضيحة” و”الابتزاز”. واعتبروا أنه يمثل تهديداً للجنوب ويكشف تناقض الشرعية التي تقاتل الحوثي منذ عام 2015.
وقال الناشط الجنوبي أحمد عمر بن فريد:
“فضيحة نائب وزير الخارجية اليمني مصطفى النعمان.. يهدد بالتحالف مع الحوثي لحماية ما يسمى بـ ‘الوحدة’!! كلام يحمل كل معاني الابتزاز، ويقال بلا خجل في الرياض وعلى قناة العربية-الحدث.” وأضاف أن النعمان “تلاعب بمواقفه تجاه الجنوب منذ توليه منصبه. واليوم يعلن عمليا شعار ‘الوحدة أو الموت’ حتى لو تطلب الأمر التحالف مع الحوثيين”.
من جانبه، أشار الناشط ياسر اليافعي إلى أن تصريحات النعمان “تهدد بالتحالف مع الحوثي ضد الجنوب. الجنوب استضاف أكثر من مليوني نازح من الشمال واحتضن مختلف القوى الوطنية الشمالية”. وأضاف: “يبدو أن عقلية قيادة الشرعية تدار كما لو كانت مجموعات واتساب أكثر منها دولة”.
تأكيد المجلس الانتقالي
وأوضح أنور التميمي أن تصريحات النعمان تعني الاستعداد لإسقاط الأساس القانوني لتدخل التحالف العربي في اليمن. هذا التدخل كان بهدف إنهاء الانقلاب الحوثي وإعادة الشرعية. وأكد أن ما طرحه يتجاهل أهداف عملية عاصفة الحزم. واعتبره لا يقل خطورة عن فتاوى سابقة استهدفت الجنوبيين.
وأضاف التميمي أن هذه التصريحات تكشف اصطفافا واضحا مع الحوثيين وإيران ضد الجنوب. هذا الأمر يبرر الإجراءات التي اتخذها المجلس الانتقالي لتأمين الجنوب ومنع الاختراقات وحماية أمنه وحدوده.


