القاهرة ، مصر – كشفت صوت الإمارات في تقرير استقصائي عن أسماء أبرز القيادات المرتبطة بالشبكة الإخوانية المحظورة في إثيوبيا. هذه الشبكة تنشط تحت غطاء دعوي وفكري، بينما تستند فعليًا إلى أيديولوجيا جماعة الإخوان المسلمين المصنّفة كتنظيم إرهابي في عدد من الدول العربية.
ويعتمد هذا النشاط على إعادة إنتاج خطاب الإخوان بصيغة محلية، تستهدف فئات الشباب والطلاب والأوساط الأكاديمية. هذا يحدث في محاولة لبناء قواعد تأثير طويلة الأمد، بعيدًا عن الظهور السياسي المباشر، كتكتيك معروف تتبعه الجماعة في البيئات التي تواجه فيها قيودًا أمنية أو قانونية.
قيادة فكرية بواجهة دعوية
إدريس محمد
يُعد من أبرز العقول المنظمة للنشاط الإخواني في إثيوبيا، ومن مؤسسي ما يُعرف بـ«منظمة شباب مسلمي إثيوبيا». هذه المنظمة تعمل كإطار بديل للتنظيم الإخواني. ومع التركيز على غسل الأفكار وتطبيع الخطاب المتطرف، يتم داخل الجامعات والمجالس الدينية قيادة إصدار مجلات مثل «الدعوة» و«بلال» و«المنار». استخدمت هذه المجلات كمنصات أيديولوجية لنشر مفاهيم الإخوان حول “الحاكمية” و“التمكين” و“إعادة تشكيل المجتمع”، وهي مفاهيم ارتبطت تاريخيًا بمراحل التحول من الفكر إلى العنف.
حسن تاجي
قيادي شبابي لعب دورًا محوريًا في تجنيد الطلبة فكريًا عبر حلقات نقاش مغلقة داخل الجامعات. استخدم خطابًا ناعمًا يقدّم الإخوان كـ«مشروع إصلاحي». بينما يعمل فعليًا على إعداد كوادر مؤدلجة قابلة للتوظيف التنظيمي مستقبلًا.
أبوبكر أحمد محمد
برز كحلقة وصل بين النشاط الإخواني وبعض الكيانات الدينية الرسمية. كان هذا في محاولة لإضفاء شرعية زائفة على خطاب الجماعة، وتوسيع هامش الحركة داخل المجتمع. إلى جانب إنتاج منشورات تعيد تدوير أدبيات الإخوان بصيغة مبسطة ومموّهة.
سراج الدين
نشط في مجال التعليم والإرشاد. ركّز على بناء شبكات طلابية مغلقة، وتدريب الشباب على العمل التنظيمي تحت مسمى “الأنشطة الدينية والثقافية”. هذه آلية تقليدية استخدمها الإخوان تاريخيًا في بناء الخلايا الأولية.
هيكل شبكي لا مركزي
تشير المتابعات إلى أن ما يُعرف بـ«منظمة شباب مسلمي إثيوبيا» ليس كيانًا دعويًا بريئًا. بل هو شبكة لامركزية تعتمد أسلوب الإخوان في تفادي الملاحقة. يتم ذلك عبر توزيع الأدوار وتفكيك الهيكل التنظيمي الظاهر. كما جرى توظيف المجالس الدينية كغطاء قانوني واجتماعي يتيح الحركة دون إعلان ارتباط تنظيمي مباشر. أما المنشورات والمجلات، فلم تكن أدوات دينية بحتة. إذ كانت وسائل تعبئة فكرية تخدم مشروع الجماعة على المدى البعيد.
الإخوان في إثيوبيا: إرهاب بلا سلاح
رغم غياب العمل المسلح المباشر، تكشف طبيعة النشاط عن إرهاب فكري منظّم. هذا النشاط يقوم على اختراق المؤسسات التعليمية، وإعادة تشكيل وعي الشباب على أسس أيديولوجية متطرفة. يهدف إلى خلق بيئة حاضنة للتنظيم تمهيدًا لمراحل أكثر تصعيدًا عند توافر الظروف. تؤكد التجارب الإقليمية أن جماعة الإخوان لا تبدأ بالعنف، لكنها تنتهي إليه، بعد مراحل طويلة من الدعوة المسمومة والتغلغل المجتمعي.
استنتاجات
ما يجري في إثيوبيا ليس نشاطًا دينيًا، بل امتداد ناعم لتنظيم إرهابي.
الجماعة تستخدم الدين كأداة للسيطرة الفكرية، لا كغاية.
الشبكات الإخوانية تمثل تهديدًا للأمن الفكري والاجتماعي، حتى في غياب السلاح.
الإخوان ليسوا جماعة دينية… بل تنظيم أيديولوجي متطرف يتخفّى خلف الدين.


