عدن،اليمن-أكد تقرير سياسي بارز نشره “منتدى الشرق الأوسط”، أن قيام دولة الجنوب مستقرة ومتحالفة مع المنظومة الغربية لم يعد مجرد خيار سياسي، بل أضحى مصلحة استراتيجية مباشرة للولايات المتحدة.
إذ يرى التقرير أن هذه الخطوة ضرورية لتأمين الملاحة الدولية ومكافحة الإرهاب،
دون أن تضطر واشنطن لنشر قوات إضافية في المنطقة.
واقع الكيانات المتمايزة على الأرض
أوضح التقرير، الذي أعده وزير الخارجية اليمني الأسبق خالد اليماني، أن تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي الأخيرة في حضرموت والمهرة،
قد حسمت المشهد لصالحه، مما أدى إلى إنهاء الوجود العسكري للفصائل المتعاونة مع الحوثيين.
وفي هذا الصدد، يشدد التقرير على أن اليمن لم يعد دولة موحدة فعليا،
حيث تبلور كيانان سياسيان متمايزان؛ شمال يخضع لنفوذ الحرس الثوري الإيراني عبر الحوثيين،
وجنوب يديره المجلس الانتقالي بدعم إقليمي، مؤمنا الموانيء الرئيسية ومقاوما لتنظيم القاعدة.

الجنوب.. الأهمية اللوجستية والموقع الاستراتيجي
علاوة على ذلك، يسلط التقرير الضوء على الموانئ الاستراتيجية في عدن والمكلا، إضافة إلى جزر بريم وسقطرى،
باعتبارها مواقع بالغة الأهمية لدعم العمليات الاستخباراتية واللوجستية الغربية.
ومن هذا المنطلق، يرى المحللون أن الاعتماد على إدارة الجنوب المستقرة هو خيار أكثر موثوقية من التعامل مع بيئات يسيطر عليها النفوذ الإيراني.
وبالتالي، فإن هذا التعاون يعزز من مرونة العمليات البحرية في البحر الأحمر والمحيط الهندي عبر تبادل المعلومات وشبكات مكافحة التهريب.
رؤية الانتقالي والمسار القانوني
وفيما يتعلق بآفاق المستقبل، تطرق التقرير إلى رؤية رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي،
التي تطرح مسارا تدريجيا لتوسيع الإدارة وتعديل اتفاق الرياض، وصولا إلى إجراء استفتاء على تقرير المصير خلال سنوات قليلة.
ومع ذلك، يحذر التقرير من أن أي إعلان أحادي للاستقلال دولة الجنوب دون غطاء دولي وإقليمي
قد يخلق فراغا يستغله النفوذ الإيراني أو القوى الدولية المنافسة مثل الصين وروسيا.
وختاما، يضع التقرير واشنطن أمام خيارين حاسمين: إما اقتناص هذه الفرصة التاريخية لدعم دولة الجنوب حليفة تضمن طرق التجارة العالمية وتقوض النفوذ الإيراني،
أو الانتظار والقبول بنتائج جيوسياسية قد يصيغها خصوم الولايات المتحدة في المنطقة.


