عدن ، اليمن – شهدت العاصمة عدن ومحافظات جنوبية أخرى اليوم، السبت 13 ديسمبر 2025، حشودا جماهيرية واسعة. دعت إلى إعلان الاستقلال الثاني لدولة الجنوب العربي. جاء ذلك في استعراض ضخم للقوة الشعبية والمطلب السياسي.
ويشير “الاستقلال الثاني” إلى استعادة الدولة التي كانت قائمة في الجنوب قبل الوحدة اليمنية عام 1990. كانت تُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي استقلت عن بريطانيا عام 1967.
زخم شعبي عابر للأجيال
جاءت هذه الحشود استجابة لدعوة من المجلس الانتقالي الجنوبي. بدأ اعتصاما مفتوحا في ساحة العروض بعدن منذ 8 ديسمبر 2025. وذلك تحت شعارات مركزية أبرزها “إعلان دولة الجنوب لحماية العروبة ومكافحة الإرهاب”.
وامتدت المظاهرات والاحتجاجات إلى محافظات أخرى مثل لحج، شبوة، ردفان، سقطرى، والمهرة.
و تميزت المظاهرات بمشاركة واسعة من مختلف الأجيال، بما في ذلك الشباب والأطفال والنساء. وهذا يؤكد استمرارية المطلب الشعبي وتجذره عبر الزمن. ورفع المشاركون أعلام الجنوب السابق وصور الرئيس عيدروس الزبيدي.
أهداف المجلس: استعادة الدولة ومكافحة الإرهاب
تأتي هذه التطورات في ظل سيطرة متصاعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي على معظم المحافظات الجنوبية، بما فيها حضرموت والمهرة مؤخرا.
وكان بيان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي دعا للاعتصام قد أكد على الاحتفاء بالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية. تم ذلك في تحرير ما تبقى من أراضي الجنوب، وواجب حماية الوطن من أي تهديدات إرهابية من ميليشيات الإخوان والحوثي.
وأكد البيان أن صبر الشعب الطويل على “النهب والحرمان وطمس الهوية لم يكن ضعفا. بل كان إيمانا بحق لا يسقط وتصميما على هدف لن يزول”.
تباين المواقف السياسية
يرى مراقبون أن السيطرة العسكرية والسياسية الكاملة للمجلس الانتقالي على الجنوب تمهد الطريق أمام استعادة الدولة الجنوبية. في المقابل، تعارض الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا هذه الخطوات، محذرة من أنها قد تزعزع جهود الاستقرار والتوحيد في البلاد.


