نيودلهي،الهند-كشفت السلطات الهندية عن واحدة من أخطر قضايا التزوير في العالم، بعد تفكيك شبكة إجرامية احتالت على آلاف الطلاب والباحثين عن فرص عمل داخل الهند وخارجها،
من خلال إصدار أكثر من مليون شهادة تعليمية ومهنية مزيفة في مجالات شديدة الحساسية مثل الطب والتمريض والهندسة والطيران والسلامة من الحرائق.
بدأت خيوط القضية حين لاحظت شرطة مدينة أونجول بولاية أندرا براديش وجود شبهات حول شهادة مدير متجر أسمدة خلال فحص روتيني.
كشف شبكة واسعة
وبالتحقيق تبين أن الشهادة مزورة بالكامل، ما قاد إلى كشف شبكة واسعة تعمل منذ عامين تحت واجهة “مركز جواهر لال نهرو التقني”،
وهو اسم مضلل يحاكي جامعة هندية معروفة لجذب الضحايا وإيهامهم بالمصداقية.
وأظهرت التحقيقات أن الشبكة أصدرت حوالي 500 نوع من الشهادات المزيفة
مستخدمة أختاما وهولوغرامات مطابقة تقريبا لتلك المعتمدة في 28 جامعة حقيقية.

كما ضبطت الشرطة سجلات ورقية لما يزيد على 2400 شهادة،
بينما تشير التقديرات إلى أن إجمالي ما أصدرته الشبكة يتجاوز المليون شهادة،
استخدم كثير منها للحصول على وظائف داخل الهند وخارجها.
وبحسب السلطات، تراوحت تكلفة الشهادة الواحدة بين 75 ألف و150 ألف روبية هندية،
مع نشاط واسع في 11 ولاية، من بينها كيرلا وتاميل نادو ودلهي وماهاراشترا.
انتشار الشهادات المزورة
كما كشفت الشرطة عن وجود مطابع سرية و155 قناة توزيع في أندرا براديش وحدها، تعمل تحت غطاء “معاهد تدريب كمبيوتر”.
وتمكنت الشرطة من توقيف سبعة متهمين رئيسيين، أبرزهم جامباني فينكاتيشوارلو (49 عاما)، نجل موظف سابق في القوات الجوية الهندية.
ووجهت إليهم تهم التزوير والاحتيال وفق قانون العقوبات الهندي، مع احتمال مواجهة أحكام بالسجن تصل إلى سبع سنوات.
قائد شرطة براكاسام، سيدهارث كوشال، أكد خطورة القضية قائلا:«لقد أحبطنا عملية واسعة على مستوى البلاد..
التزوير طال كل المجالات تقريبا، ما يشكل تهديدا مباشرا لقطاعات حيوية كالطب والطيران».
تواصل السلطات تحقيقاتها للكشف عن أي تواطؤ محتمل داخل جامعات حقيقية،
وسط مخاوف من انتشار هذه الشهادات المزورة خارج الهند وتهديد سلامة.


