كابول ، أفغانستان – قال محمد حنیف أتمر، وزير الخارجية الأفغاني السابق وعضو بارز في ائتلاف المعارضة، إن الولايات المتحدة “ستعود عاجلًا أم آجلًا” للتعامل بجدية مع القضية الأفغانية. وأكد أن السياسات الأمريكية تجاه أفغانستان لا تزال تتسم بالارتباك وغياب الرؤية بعيدة المدى.
وفي مقابلة مع قناة أفغانستان إنترنشنال، أوضح أتمر أن واشنطن أخطأت عندما بنت مقاربتها الحالية على أساس “الحاجات اللحظية والمتغيرات اليومية”. وأشار إلى أنه بدلًا من اعتماد استراتيجية مستقرة تتعامل مع جذور الأزمة الأفغانية. وأضاف أن هذا النمط من صنع القرار يجعل السياسة الأمريكية “غير قابلة للتنبؤ”. كما يُضعف تأثيرها على مجريات الأحداث داخل أفغانستان وفي المنطقة.
وأشار الوزير السابق إلى أن الملف الأفغاني سيعود إلى واجهة الاهتمام الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة. وذلك نتيجة “التهديدات المتنامية” التي قد تنعكس على الأمن الإقليمي والعالمي. خاصة مع تصاعد نشاط الجماعات المسلحة وغياب حكومة شاملة تمثل مختلف المكونات الأفغانية.
وأكد أتمر أن واشنطن، رغم انسحابها، لا يمكنها تجاهل التداعيات المتزايدة للوضع الأمني والإنساني في البلاد. وأوضح أن القوى الدولية ستكتشف في النهاية أن “ترك أفغانستان لمصيرها” ليس خيارًا واقعيًا. لذا، فإن معالجة الأزمات يتطلب عودة الانخراط السياسي والدبلوماسي.
كما شدد على ضرورة توافق القوى الأفغانية المعارضة على رؤية موحدة. واعتبر أن “ائتلاف المعارضة” يسعى لتشكيل منصة قادرة على مخاطبة المجتمع الدولي بصوت واحد. إنه يهدف لتقديم بديل سياسي واضح.
واختتم أتمر حديثه بالتأكيد على أن استمرار الفوضى في أفغانستان لن ينعكس فقط على الشعب الأفغاني، بل على أمن المنطقة بأكملها. ولذلك، فإن تدخل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي “مسألة وقت لا أكثر”.


