تل ابيب ، اسرائيل – قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن خطة الولايات المتحدة لبيع ما يصل إلى 45 طائرة مقاتلة من طراز إف-35 إلى المملكة العربية السعودية قد تشكّل تحولاً استراتيجياً في ميزان القوى الإقليمي، خاصة في مواجهة النفوذ الإيراني.
ووفق تحليل نشرته الصحيفة يوم السبت 5 ديسمبر/كانون الأول، فإن التقديرات تشير إلى أن الرياض ستحتاج ست سنوات على الأقل قبل استلام الدفعة الأولى من الطائرات. وربما بنسخة أقل تطوراً من تلك التي تمتلكها إسرائيل. وهو ما يمنح تل أبيب مساحة زمنية للاحتفاظ بتفوقها العسكري النوعي في المنطقة.
موافقة مشروطة من إسرائيل
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في 16 نوفمبر/تشرين الثاني موافقة إدارته على بيع هذه المقاتلات المتقدمة للسعودية. فيما ذكرت منصة أكسيوس في 15 نوفمبر أن إسرائيل لا تعارض الصفقة. لكنها تربط تنفيذها بـ تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
أبعاد تتجاوز السلاح
ويرى مراقبون أن أهمية الصفقة لا تقتصر على الجانب العسكري، بل تمتد إلى مسار تشكيل تحالف إقليمي يهدف إلى مواجهة نفوذ الجمهورية الإسلامية في المنطقة. وبحسب تحليل الصحيفة، فإن إسرائيل والسعودية تتشاركان منذ سنوات هدف «احتواء إيران». وقد تمهّد صفقة إف-35 لرفع مستوى هذا التوافق من التعاون غير المعلن إلى مستوى شراكة أمنية رسمية.
ويشير التحليل إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يسعى لتحديث الاقتصاد السعودي. وهو ما يجعل التكنولوجيا والأمن الإسرائيليين عنصرين مهمين محتملين في هذه العملية. بما قد ينعكس سلباً على موقع إيران في المعادلات الإقليمية.
تحديات سياسية
وفي المقابل، يلفت التقرير إلى أن أي تعاون سعودي–إسرائيلي سيبقى مرتبطاً بتطورات سياسية حسّاسة. خصوصاً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهي ملفات لا تستطيع الرياض تجاوزها.
كما نقلت أكسيوس عن مصادر أن اللقاء الأخير بين ترامب ومحمد بن سلمان في البيت الأبيض في ديسمبر شهد توترات خلف الأبواب المغلقة بسبب ملف التطبيع. رغم الأجواء الودية المعلنة.
إدارة المخاطر المحتملة
ورغم المخاوف من مخاطر مستقبلية—بما في ذلك تغيّر محتمل في بنية السلطة داخل السعودية أو وقوع السلاح في يد جهات متطرفة—فإن التحليل يرى أن هذه المخاطر «قابلة للإدارة ولا تختلف كثيراً عن الوضع الحالي».
خيارات استراتيجية أمام إسرائيل
ويخلص تحليل جيروزاليم بوست إلى أن إسرائيل باتت أمام خيارين استراتيجيين: إما الاستمرار في المواجهة منفردة ضد إيران، أو التقدم بحذر نحو تقارب مع السعودية. هذا قد يفضي إلى تحالف إقليمي جديد قادر على كبح النفوذ الإيراني.
ويختتم التحليل قائلاً:«الخطر الحقيقي على إسرائيل هو الاستمرار في السياسات السابقة، وليس الاقتراب المدروس من الرياض».


