القاهرة، مصر – في تصريحات جديدة أثارت جدلاً واسعًا، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل “تقترب من نهاية حرب غزة”. وأضاف أن “بعض المهام لا تزال قائمة”، مؤكدًا أن حركة حماس “لم تُدمّر بعد، لكننا سنصل إلى ذلك”، على حد قوله.
نتنياهو، الذي بدا حريصًا على إظهار النصر رغم تصاعد الانتقادات الداخلية، أشار إلى أن “حزب الله والحوثيين تلقوا ضربات موجعة”. وأضاف في تصريح لافت أن “إسرائيل تحمي أميركا من إيران”، في محاولة واضحة لإعادة تسويق الحرب. يهدف ذلك إلى اعتبارها جزءًا من معركة أوسع لحماية المصالح الغربية في المنطقة.
التصريحات الإسرائيلية جاءت بالتزامن مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حماس والوسطاء في شرم الشيخ. يتم ذلك في إطار خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تتضمن وقفًا لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين. كما تشمل نزع سلاح حماس مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
وتحيي إسرائيل اليوم الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر 2023، الذي تقول إنه أسفر عن مقتل 1219 شخصًا وخطف 251 آخرين. فيما تواصل تل أبيب حربها على غزة منذ ذلك اليوم وسط دمار غير مسبوق في القطاع.
فمنذ بدء الهجوم الإسرائيلي، قُتل أكثر من 67 ألف فلسطيني وفق إحصاءات الهيئات الصحية في غزة. كما دُمّرت آلاف المنازل والمستشفيات ودور العبادة والمدارس. يعيش مئات الآلاف في مخيمات مكتظة بلا غذاء ولا مياه ولا خدمات.
ومع تصاعد الكارثة الإنسانية، يرى مراقبون أن حديث نتنياهو عن “اقتراب نهاية الحرب” قد يكون محاولة سياسية للهروب من الضغط الداخلي المتزايد. يأتي ذلك لا سيما مع تراجع شعبيته واحتجاجات عائلات الأسرى الإسرائيليين التي تطالبه بصفقة تبادل عاجلة.
وفي الوقت نفسه، تُشير تقارير إلى أن المفاوضات الجارية في مصر قد تمتد لأيام عدة. هناك شكوك عميقة في إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل. يحدث هذا في ظل تمسك كل طرف بشروطه.