القاهرة، مصر – تشهد مدن المغرب منذ نهاية سبتمبر 2025 موجة احتجاجات شبابية غير مسبوقة قادتها حركة غير معروفة سابقًا تدعى جيل زد 212 عبر منصات التواصل الاجتماعي. خرج الشباب يطالبون بإصلاح التعليم والصحة ومحاربة الفساد، رافضين الأولويات الحكومية. إذ تصرف الحكومة مليارات على مشاريع رياضية وترفيهية بينما تنهار المستشفيات والمدارس.
شرارة الغضب مأساة أغادير
بدأت القصة بحادث مأساوي في مستشفى أغادير، حيث فقدت ثماني نساء حياتهن أثناء الولادة. الحادثة فجّرت الغضب الكامن وأعادت إلى السطح أزمات الصحة العامة في المغرب.
الشوارع تتفجر الاحتجاجات تتصاعد
مدن مثل أيت عميرة، إنزكان، أغادير، تزنيت، ووجدة تحولت إلى بؤر توتر. اندلعت الأحداث مع إضرام النار في سيارات وهجوم على متاجر ومؤسسات. وأسفرت المواجهات عن إصابة 286 شخصًا، بينهم 263 من قوات الأمن. كما تم اعتقال أكثر من 400 شاب.
دلافين بدل مستشفيات سخرية الشارع
أعلنت الحكومة مشاريع ترفيهية تشمل ملاعب دلافين وألعاب سياحية استعدادًا لكأس العالم 2030. هذا القرار فجّر سخرية واسعة على السوشيال ميديا تحت شعار دلافين بدل مستشفيات، في إشارة إلى الأولويات المقلوبة، بحسب وصف المحتجين.
نجوم الكرة ينحازون إلى الشباب
المفاجأة أن الاحتجاجات لم تقتصر على الشارع فقد دخل نجوم المنتخب المغربي على الخط لدعم مطالب الشباب
نايف أكرد مدافع مرسيليا أكد أن المطالب مشروعة داعيًا لالتزام السلمية
ياسين بونو حارس الهلال السعودي نشر تدوينة مصورة يؤكد فيها أن الكرامة والتعليم والصحة حقوق أساسية
عز الدين أوناحي لاعب جيرونا الإسباني نشر صورًا لاعتقال متظاهرين في رسالة تضامن غير مباشرة مع المحتجين
هذه المواقف عززت من زخم الاحتجاجات وأظهرت أن القضية لم تعد شأنًا محليًا محدودًا. بل تحولت إلى قضية وطنية يلتف حولها الشارع ونجومه.
الحكومة ترد إصلاحات أم وعود
الحكومة قالت إنها تفهم مطالب الشباب وأعلنت عن زيادات كبيرة في موازنتي التعليم والصحة. لكنها أكدت أنها لن تتهاون مع محاولات تخريب الممتلكات. لكن الشارع يرى أن الأرقام لا تُترجم إلى واقع، وأن الإصلاحات بطيئة أمام حجم الأزمات.
خلاصة الأزمة مواجهة الجيل والدولة
ما يجري في المغرب اليوم ليس مجرد غضب عابر، بل مواجهة بين جيل جديد يريد خدمات حقيقية وحقوقًا أساسية. في المقابل، الحكومة تُصر على المضي في مشاريع كبرى لا يراها المواطن أولوية. بين أصوات الشوارع وسخرية الدلافين ودعم نجوم الكرة، يبدو أن الأزمة مرشحة للاستمرار ما لم يُفتح باب إصلاح جدي. هذا الإصلاح يُعيد الثقة بين الشباب والدولة.