القاهرة، مصر – كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، في مقال للباحث سيرغي رادتشنكو، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينتهج سياسة تصعيدية مدروسة ضد حلف شمال الأطلسي. هدفها الأساسي ليس فقط اختبار الجاهزية العسكرية، بل أيضاً تعميق الانقسامات الداخلية وإحراج الحلف أمام الرأي العام العالمي.
وأوضح المقال أن سلسلة من الاستفزازات الأخيرة ـ بدءاً من اختراق طائرات مسيّرة للأجواء البولندية والرومانية، مروراً بتوغّل مقاتلات “ميغ 31” الروسية في المجال الجوي الإستوني ـ تمثل مؤشرات على أن موسكو تسعى لفرض معادلة ردع جديدة. يحدث هذا على حدود أوروبا الشرقية.
وربط الكاتب هذه الأحداث بدروس الحرب الباردة، حيث كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يختارون ضبط النفس وتجنّب الرد المباشر. تم ذلك رغم سقوط طائرات تجسس ومدنية. هم يدركون خطورة الانزلاق نحو مواجهة نووية. ورأى أن هذه السوابق تثبت أن إسقاط الطائرات لا يعني بالضرورة اندلاع حرب. بل قد يرسّخ خطوطاً حمراء واضحة تعيد التوازن بين الطرفين.
كما أشار المقال إلى حادثة إسقاط تركيا لطائرة روسية عام 2015. هذه الحادثة انتهت سريعاً بتهدئة العلاقات بعد اعتذار ضمني من أنقرة، وهو ما يعكس قدرة مثل هذه الأزمات على التبريد إذا ما أُديرت بحذر.
ورغم ذلك، شدّد رادتشنكو على أن الاعتماد على الردع وحده لم يعد كافياً. دعا الأوروبيين إلى الجمع بين الحزم العسكري والدبلوماسية الهادئة عبر قنوات اتصال مباشرة مع موسكو. خاصة في ظل ما وصفه بانحسار التزام واشنطن الاستراتيجي تجاه القارة.
وختمت الغارديان بالتحذير. بوتين سيواصل “لعبته الخطرة” عبر اختبار حدود الممكن. أي تجاهل أوروبي لهذه الخروقات سيُقرأ في الكرملين كدعوة لمزيد من التوغّل.