القاهرة، مصر – أكد المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف، أن الوقت قد حان لاستئناف الحوار بين روسيا والولايات المتحدة بشأن مستقبل معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية (ستارت). وأشار إلى أن المعاهدة في أصلها ثنائية بين موسكو وواشنطن. لكنها لا يمكن أن تبقى بمعزل عن الترسانات النووية لدول أخرى مثل المملكة المتحدة وفرنسا. هاتان الدولتان تُشكلان جزءاً لا يتجزأ من معادلة الأمن العالمي.
الإطار الثنائي
وقال بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية، إن أي مفاوضات مقبلة لا بد أن تنطلق من الإطار الثنائي. لكنه شدد على أن تجاهل القدرات النووية البريطانية والفرنسية لن يكون خياراً دائماً. وأوضح أن هذه الترسانات أصبحت جزءاً من الإشكالية الكبرى المرتبطة بالاستقرار الاستراتيجي في أوروبا والعالم.
ستارت الجديدة
وتأتي هذه التصريحات في ظل تعقيدات الموقف الدولي، خاصة بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فبراير 2023 تعليق مشاركة بلاده في “ستارت الجديدة”. ذلك تم من دون أن تنسحب موسكو رسمياً من الاتفاقية. المعاهدة – التي وُقعت عام 2010 – وضعت قيوداً صارمة على عدد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. كما فرضت قيوداً على الصواريخ النووية الأخرى والرؤوس الحربية الاستراتيجية لكلا البلدين.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن بلاده لا ترى جدوى في استئناف الحوار مع واشنطن قبل أن يتضح موقف الناتو من ترسانات القوى النووية الأخرى داخل الحلف. وقد أشار بذلك إلى بريطانيا وفرنسا. وأضاف أن المفاوضات لن تكون ذات معنى ما لم يتم إدخال هذه القدرات في الحسابات. وذلك باعتبارها عنصراً أساسياً في التوازن العسكري.
التوقيت
ويرى مراقبون أن إثارة موسكو لهذا الملف في هذا التوقيت يحمل رسائل متعددة؛ أولها الضغط على الغرب لإعادة النظر في مقاربة الردع النووي. ثانيها التأكيد على أن روسيا لن تدخل أي تسوية أمنية إلا إذا شملت جميع الأطراف الفاعلة. الإشارة إلى لندن وباريس تعكس رغبة الكرملين في تدويل النقاش. كما تظهر عدم حصره في العلاقة الثنائية التقليدية مع واشنطن. يُذكر أن معاهدة “ستارت” تُعد واحدة من آخر ركائز الحد من التسلح النووي بين القوتين العظميين. خاصة بعد انهيار معاهدات أخرى مثل “الصواريخ المتوسطة المدى” عام 2019. هذا يثير مخاوف من سباق تسلح جديد يُهدد الأمن والاستقرار الدوليين.