طهران، إيران-صرح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بأن بلاده تواجه “حربا شاملة” تشنها الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل، مشيرا إلى أن هذه القوى تسعى جاهدة لمنع إيران من أن تكون دولة ناهضة.
وقد جاءت هذه التصريحات، التي نقلها الموقع الرسمي للمرشد الأعلى، لتؤكد أن الضغوط المتواصلة تهدف إلى إضعاف الدولة ومنع تقدمها؛
الأمر الذي يضع طهران في حالة استنفار سياسي واقتصادي دائم.
ضغوط نووية وعقوبات متجددة
وفي السياق ذاته، تأتي كلمات بزشكيان في توقيت شديد الحساسية، إذ أعادت الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي فرض عقوبات واسعة على طهران بمبادرة من “الترويكا الأوروبية” (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا).
وحيث إن المفاوضات الدولية حول الملف النووي وصلت إلى طريق مسدود،
فإن الرئيس الإيراني يرى في هذه العقوبات جزءاً من المحاولة الغربية المستمرة
وهذا لكسر إرادة الشعب الإيراني وتقويض استقراره الاجتماعي.
تلاحم الداخل وفشل رهانات الانهيار
علاوة على ذلك، تطرق بزشكيان إلى العدوان الإسرائيلي الأخير وما يعرف بـ”حرب الأيام الـ12″، التقديرات الإسرائيلية كانت تراهن على انهيار النظام السوري تحت وطأة الضربات.
موضحا أن التقديرات الإسرائيلية كانت تراهن على انهيار النظام السوري تحت وطأة الضربات.
بيد أن الواقع أثبت عكس ذلك تماما؛ حيث شدد بزشكيان على أن وحدة المجتمع الإيراني كانت العامل الحاسم في إحباط تلك المخططات،
مؤكدا أنه “لا توجد قوة في العالم تستطيع إيقاف مسيرة الشعب إذا ما ظل متلاحما”.
أنه “لا توجد قوة في العالم تستطيع إيقاف مسيرة الشعب إذا ما ظل متلاحماً”.
جاهزية عسكرية ووعيد بالرد الأقسى
ومن ناحية أخرى، استعرض الرئيس الإيراني القوة العسكرية لبلاده، مشيرا إلى أن القوات المسلحة باتت اليوم “أقوى مما كانت عليه قبل العدوان” رغم القيود المفروضة.
وبناء عليه، وجه بزشكيان تحذيراً مباشرا للقوى الإقليمية والدولية،
مؤكدا أن أي اعتداء جديد سيقابل بـ “رد أقسى”؛
وذلك لضمان حماية السيادة الإيرانية وردع أي محاولات مستقبلية للمساس بأمنها.
خلاصة الموقف الإيراني
يمثل خطاب بزشكيان رسالة مزدوجة؛ فهي دعوة للمواطنين للالتفاف حول القيادة
وذلك لمواجهة الحرب الاقتصادية، وتحذير للخارج من مغبة التصعيد العسكري.
ومن ثم، يترقب المراقبون مدى تأثير هذه الوحدة الداخلية على قدرة طهران في المناورة السياسية القادمة،
وهو ما سيحدد شكل التوازن في منطقة الشرق الأوسط خلال الأشهر المقبلة.


