أبوجا ، نيجيريا – أطلق رجل الدين الإسلامي البارز، الشيخ أحمد غومي، وهو نقيب سابق في الجيش النيجيري، نداءً عاجلاً للحكومة الفيدرالية النيجيرية برئاسة الرئيس النيجيري بولا تينوبو. طالب فيه بوقف كافة أشكال التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، محذراً من أن الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة تمثل تهديداً خطيراً للسيادة الوطنية والسلم الأهلي.
نقد لـ “السلطة الأخلاقية” والتدخل الأجنبي
وفي بيان شديد اللهجة نشره عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، أوضح غومي أن محاربة الإرهاب يجب أن تتم بـ “أيدٍ نظيفة”. واعتبر أن الولايات المتحدة تفتقر إلى الأهلية الأخلاقية لقيادة هذه الجهود نظراً لسجلها العسكري المثير للجدل عالمياً.
وأبرز غومي عدة نقاط في انتقاده للتدخل الأمريكي
خطر الاستقطاب الطائفي: حذر من أن التذرع بـ “حماية المسيحيين” كسبب للتدخل العسكري قد يؤدي إلى انقسام ديني حاد داخل نيجيريا.
تحويل نيجيريا لمسرح حرب: رأى أن الوجود الأمريكي سيجذب القوى المعادية لواشنطن إلى الأراضي النيجيرية. مما يحول البلاد إلى ساحة للصراعات الدولية.
دوافع خفية: شكك غومي في جدية الضربات الأمريكية. قائلاً: “الإرهابيون لا يحاربون الإرهابيين حقيقة، بل قد يقتلون الأبرياء لتحقيق أجندات سياسية خفية”.
البدائل المتاحة والقوات البرية
وشدد الشيخ غومي على أن الغارات الجوية وحدها لن تنهي الإرهاب. وأكد أن نيجيريا تمتلك ما يكفي من القوات البرية للقيام بالمهمة إذا تم تنظيمها بشكل صحيح، دون الحاجة للاعتماد على القوى الغربية.
وعن البدائل الدولية، قال غومي: > “إذا كانت نيجيريا بحاجة فعلية لمساعدة عسكرية وتقنية، فإن دولاً مثل الصين وتركيا وباكستان يمكنها القيام بالمهمة بفعالية أكبر. كما يمكنها احترام السيادة الوطنية”.
تحذير من عداوة الجيران
واختتم غومي بيانه بقاعدة سياسية حذر فيها الحكومة من التورط في أحلاف قد تعادي دول الجوار. مؤكداً أنه “لا ينبغي لأي دولة أن تسمح بأن تكون أرضها مسرحاً للحرب، أو أن تجعل من جيرانها أعداءً لها” نتيجة ارتهانها للسياسات الأمريكية.
تأتي هذه التصريحات لتزيد من حدة الانقسام في الشارع النيجيري بين مؤيد لضربات “ترامب” الجوية ضد داعش، ومعارض يراها باباً لتدخلات لا تنتهي في شؤون البلاد الداخلية.


