دمشق،سوريا-أفادت تقارير إعلامية سورية بأن قيادة أركان الجيش السوري أصدرت توجيهات جديدة تقضي بوقف استهداف مصادر النيران التابعة لقوات سوريا الديمقراطية «قسد»،
وذلك في خطوة لافتة تعكس تطورا في المشهد الميداني شمال وشرق البلاد.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام، جاء القرار في ظل تطورات ميدانية وأمنية متسارعة تشهدها بعض مناطق التماس بين الجيش السوري وقوات «قسد»،
وذلك بهدف تجنب أي تصعيد عسكري غير محسوب قد يؤدي إلى توسيع دائرة التوتر في المنطقة.
تحركات سياسية وأمنية
وأشارت المصادر إلى أن التعليمات الصادرة عن قيادة الأركان شددت على ضرورة الالتزام بضبط النفس، وحصر التحركات العسكرية في إطار الدفاع فقط،
مع التأكيد على تجنب أي أعمال قد تؤدي إلى احتكاك مباشر مع قوات «قسد»،
والتي تنتشر في مناطق واسعة من شمال وشرق سوريا بدعم من التحالف الدولي.
ويأتي هذا التوجيه في وقت تشهد فيه الساحة السورية تحركات سياسية وأمنية متزامنة،
وهذا وسط مساعٍ إقليمية ودولية للحفاظ على قدر من الاستقرار النسبي،
ومنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع قد تؤثر على جهود التسوية السياسية المتعثرة.
استمرار التحديات الأمنية
ويرى مراقبون أن قرار وقف استهداف مصادر النيران قد يرتبط أيضا باعتبارات ميدانية تتعلق بإعادة ترتيب الأولويات العسكرية للجيش السوري،
وهذا في ظل استمرار التحديات الأمنية في مناطق أخرى من البلاد، إضافة إلى وجود أطراف دولية فاعلة على الأرض.
وتعد قوات «قسد» أحد أبرز الفاعلين العسكريين في شمال وشرق سوريا، وتسيطر على مساحات واسعة تضم حقول نفط وغاز مهمة،
وهو ما يجعل أي احتكاك عسكري معها ذا أبعاد تتجاوز الجانب الميداني إلى أبعاد سياسية واقتصادية.
غياب الحل النهائي للأزمة
ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من جانب «قسد» حول القرار، كما لم تكشف دمشق عن تفاصيل إضافية بشأن أسبابه أو مدته،
إلا أن مصادر مطلعة رجحت أن يأتي ضمن إجراءات مؤقتة قابلة للمراجعة وفق تطورات الوضع الميداني.
ويؤكد هذا التطور استمرار حالة التعقيد في المشهد السوري، حيث تتداخل الحسابات العسكرية مع المسارات السياسية،
وذلك في ظل غياب حل نهائي للأزمة المستمرة منذ أكثر من عقد.


