مينسك،بيلاروسيا-أعلنت منظمة «فياسنا» الحقوقية، المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في بيلاروسيا، أن السلطات البيلاروسية أفرجت عن الناشط الحقوقي أليس بيالياتسكي، الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2022،
وهذا إلى جانب القيادية البارزة في صفوف المعارضة ماريا كوليسنيكوفا، وذلك عقب محادثات جرت بين مينسك وواشنطن.
ويمثل الإفراج عن بيالياتسكي وكوليسنيكوفا تطورا سياسيا لافتا في المشهد البيلاروسي،
والذي يشهد توترا مستمرا منذ الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت عقب الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل عام 2020.
وكان بيالياتسكي، مؤسس منظمة «فياسنا»، قد اعتقل وصدر بحقه حكم بالسجن بتهم وصفتها منظمات دولية بأنها ذات دوافع سياسية،
وهذا في إطار حملة واسعة استهدفت نشطاء المجتمع المدني والمعارضة.
أما ماريا كوليسنيكوفا، فكانت من أبرز وجوه الحراك المعارض،
وعضوا في الفريق القيادي لحملة المعارضة خلال الانتخابات الرئاسية،
واعتقلت في سبتمبر 2020 بعد تمزيق جواز سفرها لمنع ترحيلها قسرا خارج البلاد،
وهذا لتصبح لاحقا رمزا للمقاومة السياسية السلمية في بيلاروسيا.
ووفق بيان منظمة «فياسنا»، جاء الإفراج بعد مفاوضات غير معلنة التفاصيل بين السلطات البيلاروسية والولايات المتحدة،
وهذا في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرا على محاولات تهدئة محدودة مع الغرب،
وسط ضغوط دولية متزايدة على حكومة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بشأن سجل حقوق الإنسان.
ورحبت منظمات حقوقية دولية بالخطوة، مطالبة بالإفراج عن باقي المعتقلين السياسيين،
ووقف الملاحقات الأمنية بحق النشطاء والمعارضين.
كما دعت إلى استثمار هذه الخطوة كبداية لمسار سياسي أوسع يضمن احترام الحريات العامة وحقوق الإنسان في البلاد.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه بيلاروسيا عزلة دولية وعقوبات غربية،
وهو ما يجعل الإفراج عن شخصيات بارزة خطوة ذات دلالات سياسية تتجاوز بعدها الإنساني.


