بورتو نوفو،بنين-كشف مسؤول كبير في حكومة بنين أن قائد الانقلاب الفاشل الذي حاول الإطاحة بالرئيس باتريس تالون قبل أيام، تقدم بطلب رسمي للجوء إلى دولة توجو المجاورة،
داعيا سلطات توجو إلى تسليمه فورا لمحاكمته على خلفية الأحداث الأخيرة.
وجاء هذا التطور بعد أن شهدت بنين الأحد الماضي توترا سياسيا وأمنيا،
حين سيطر جنود متمردون لفترة وجيزة على مبنى التلفزيون الرسمي وأعلنوا عبر بيان متلفز عزل الرئيس.
لكن القوات المسلحة البنينية، وبمساندة دعم استخباراتي ولوجستي من نيجيريا وفرنسا،
تمكنت سريعا من إحباط المحاولة وإعادة السيطرة على المرافق الحيوية.
عملية خطف للرئيس
وحدد الانقلابيون العقيد تيجري باسكال قائدا للحركة، قبل أن يتوارى عن الأنظار عقب فشل الانقلاب.
ووفق مصادر حكومية، فإن مكان وجوده ظل مجهولا حتى تأكيد تقدمه بطلب اللجوء السياسي في توجو.
وأصدرت الحكومة البنينية بيانا الاثنين أكدت فيه أن مدبري الإنقلاب حاولوا تنفيذ عملية خطف للرئيس تالون من مقر إقامته،
إلا أن قوات الأمن أحبطت المحاولة بعد اشتباكات محدودة.
كما أعلن البيان أن الانقلابيين اختطفوا اثنين من كبار الضباط العسكريين قبل أن يتم تحريرهما في صباح اليوم نفسه.
وتأتي محاولة الانقلاب هذه لتشكّل تحدياً جديداً للديمقراطية في غرب أفريقيا،
حيث شهدت دول عدة في الجوار ـ مثل النيجر وبوركينا فاسو ومالي وغينيا وغينيا بيساو ـ انقلابات عسكرية خلال السنوات الأخيرة،
وهو ما يثير مخاوف من انتقال عدوى الانقلابات إلى دول مستقرة نسبياً في المنطقة.
محاولة انقلاب فاشلة
وقال المتحدث باسم حكومة بنين، ويلفريد لياندري هونغبدجي،
إن السلطات اعتقلت 14 شخصاً على صلة مباشرة بالمحاولة الفاشلة،
مؤكدا أن الوضع في البلاد «تحت السيطرة الكاملة».
وأضاف أن الحكومة لن تتهاون مع أي تهديد لأمن الدولة أو النظام الدستوري.
ورغم أن بنين شهدت عدة انقلابات ومحاولات انقلاب في العقود التي تلت استقلالها عن فرنسا عام 1960،
فإن البلاد لم تعرف استيلاءً على السلطة بالقوة منذ اعتماد النظام التعددي عام 1991،
وهو ما يجعل الحادث الأخير تطورا خطيرا يستدعي استنفارا إقليميا ودوليا للحفاظ على استقرارها.


