طوكيو ، اليابان – سجلت اليابان هذا العام رقما قياسيا غير مسبوق في عدد الضحايا الذين سقطوا جراء هجمات الدببة. دفع هذا الحكومة إلى تخصيص ميزانية ضخمة تحت عنوان “تدابير مكافحة الدببة” لمواجهة هذا التهديد المتزايد.
أعلنت وزارة البيئة اليابانية اليوم السبت (6 ديسمبر) أن الفترة من أبريل إلى نوفمبر من هذا العام شهدت وقوع 13 حالة وفاة و217 إصابة. ليبلغ إجمالي الضحايا 230 شخصا. ويتجاوز هذا العدد الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2023 (219 ضحية). كما أن عدد الوفيات تضاعف مقارنة بالعام الماضي (6 وفيات).
غزو المناطق السكنية وتدهور البيئة
في المقابل، بلغ عدد الدببة التي تم اصطيادها خلال الفترة نفسها 9867 دبا. وهو أيضا أعلى رقم يسجل على الإطلاق، مما يعكس تصاعد المواجهة بين الإنسان والحيوان.
وقد تركزت معظم الهجمات في منطقة توهوكو شمال شرق اليابان. حيث سجلت محافظات أكيتا (66) وإيواتي (37) العدد الأكبر من الضحايا.
ويعزى 97% من الخسائر البشرية هذا العام إلى الدببة السوداء الآسيوية. التي زادت بشكل حاد حالات مغادرتها لموائلها التقليدية وغزوها للمناطق الحضرية والسكنية. وتشير صحيفة “أساهي شيمبون” إلى أن 66% من الوفيات والإصابات الناجمة عن هجمات الدببة هذا العام وقعت في المناطق السكنية وحقول الأرز.
تغير المناخ والشيخوخة وراء الأزمة
يعزو الخبراء هذه الظاهرة إلى عوامل بيئية واجتماعية متداخلة. أدى تغير المناخ إلى فشل محاصيل جوز الزان، الذي يعد الغذاء الرئيسي للدببة. مما دفعها للنزول إلى المناطق التي يسكنها البشر بحثا عن الطعام.
و ساهمت شيخوخة السكان وتناقص أعدادهم في المناطق الريفية في إهمال المناطق الحرجية، التي تشكل مناطق عازلة طبيعية بين الدببة والمجتمعات البشرية.
كما أدى تناقص أعداد سكان الريف إلى تناقص عدد الصيادين القادرين على السيطرة على أعداد الدببة، حسب وكالة كيودو للأنباء.
خطة الحكومة لمواجهة “الدببة”
لمواجهة هذا التصعيد، خصصت الحكومة اليابانية 3.4 مليار ين (حوالي 32.3 مليار وون كوري) ضمن الميزانية التكميلية. وقد أقرها مجلس الوزراء الشهر الماضي، وذلك ضمن “تدابير مكافحة الدببة”.
وتتضمن هذه التدابير بنودا لإعادة تنظيم ضباط الشرطة المتقاعدين وأفراد قوات الدفاع الذاتي ليصبحوا “صيادين مسلحين”. بالإضافة إلى دعم الحكومات المحلية بـ معدات الصيد وأنظمة المراقبة بالطائرات المسيرة.


