طهران ، إيران – اتسعت موجة الإغلاقات التعليمية في إيران بشكل غير مسبوق اليوم الأحد. تسببت في ذلك تفاقم تلوث الهواء وانتشار الإنفلونزا في عدة محافظات. دفع ذلك مجموعات العمل الطارئة في مختلف أنحاء البلاد إلى تعليق الدراسة حضورياً في المدارس والجامعات على نطاق واسع.
وفي محافظة طهران، أعلنت مجموعة عمل الطوارئ الخاصة بتلوث الهواء استمرار التعليم الحضوري يومي 29 و30 نوفمبر. وقد استُثنيت مناطق ملارد ورباط كريم ودموند وفيروزكوه وبرديس والتي تحولت للدراسة عن بُعد. كما أمرت السلطات التنفيذية بخفض حضور الموظفين إلى الثلث فقط. واعتمدت العمل عن بُعد لمعظم العاملين.
وشهدت العاصمة أيضًا سلسلة من القيود الصارمة. شملت منع مرور الشاحنات، وإغلاق الحدائق ودور السينما والمتنزهات الترفيهية والقاعات الرياضية ومراكز التجمع. إضافة إلى تعليق جميع الفعاليات الرياضية والثقافية في الأماكن المغلقة والمفتوحة.
وفي أذربيجان الشرقية، تقرر تحويل جميع المراحل الدراسية في تبريز وأوسكو وبوناب وآذرشهر وأجابشير وشبستر إلى التعليم الغيابي. أما أذربيجان الغربية، فقد عطّلت الدراسة كلياً في أرومية ومهاباد ونقده وبيرانشهر. بالمقابل، اقتصر الإغلاق على المرحلة الابتدائية في خوي ومياندواب وبوكان.
وفي البرز، أُغلقت جميع المدارس والجامعات. تقرر أن تستأنف الدراسة بنسبة 25% فقط من الموظفين. كما أغلقت أصفهان كل الفصول الدراسية بسبب تزامن التلوث والإنفلونزا. وانتقلت إلى التعليم عبر منصة “شاد”، وهو الإجراء نفسه الذي اتخذته محافظة بوشهر.
وشهدت كرمانشاه إغلاقًا شاملًا لجميع المراحل التعليمية صباحًا ومساءً. كما سمحت للعاملات في مجال رعاية الأمومة بالعمل عن بعد بشروط. وفي همدان، أُغلقت المدارس والجامعات يومي 29 و30 نوفمبر. أعلنت خوزستان تعطيل الدراسة حضورياً يوم الأحد. في حين أغلقت مركزي المدارس الابتدائية في أراك وسافه وشازند ومهاجران وعدد من القرى.
وتشير التقارير إلى أن عشرات المدن الأخرى اتخذت قرارات مماثلة عبر مجالس الأزمات المحلية. وهذا يجعل هذه الموجة من الإغلاقات واحدة من الأوسع في السنوات الأخيرة.
وأكد خبراء البيئة أن الأزمة الحالية تعكس تدهور جودة الهواء. نتج ذلك عن عوامل متراكمة أبرزها الوقود الملوث، وتقادم أساطيل النقل، وضعف الرياح الموسمية، وسوء الإدارة البيئية. حذر الخبراء من أن إغلاق المدارس لم يعد “استثناءً” بل تحول إلى “قاعدة” متكررة مع كل موسم شتاء.
وفي ظل الضغوط المتزايدة على نظام الرعاية الصحية وارتفاع حالات أمراض الجهاز التنفسي. يأتي ذلك إلى جانب الأثر السلبي على مسار التعليم، حيث تعيش ملايين العائلات حالة من القلق. يتكرر السؤال كل ليلة: “هل ستفتح المدارس غدًا؟”


