لندن ، بريطانيا – تواجه العاصمة البريطانية لندن تحديا أمنيا متزايدا. حيث سجلت ارتفاعا ملحوظا في جرائم السرقة والنشل، خاصة سرقة الهواتف والحقائب في المناطق المزدحمة والأماكن السياحية ومترو الأنفاق.
وتستقبل المدينة أكثر من 9 ملايين نسمة و19 مليون زائر سنويا، ما يجعلها بيئة خصبة لهذه الجرائم الانتهازية.
وفي الوقت الذي انخفضت فيه الجرائم الخطيرة، فإن الانتشار الواسع لجرائم النشل وسرقة الهواتف قد عزز من اتهامات شخصيات عالمية. أبرز هذه الشخصيات هو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. حيث انتقد عمدة لندن، صادق خان، قائلا: “الجريمة في لندن مسجلة بشكل مريع”.
أرقام صادمة للسرقات والنشل
وفقا لبيانات عام 2025، تجاوزت معدلات السرقة في لندن بكثير المتوسط الوطني. رغم الجهود الأمنية، سجلت لندن أكثر من 121 ألف حادثة، بمعدل 8.24 حادثة لكل ألف نسمة. هذا المعدل أعلى بكثير من متوسط المملكة المتحدة البالغ 1.89 لكل ألف نسمة.
كما بلغت حوادث النشل نحو 79 ألفا، مع تركيز 20 ألف حالة في مترو الأنفاق وحده.
فيما بلغت سرقات المتاجر 25 ألف حالة، مسجلة زيادة 54% على أساس سنوي.
كما تضاعفت حوادث سرقة الهواتف بشكل حاد. فقد ازدادت من 55,820 في 2020 إلى 117,211 في العام الماضي. وغالبا ما تتم هذه السرقات باستخدام الدراجات الكهربائية والدراجات النارية للهرب السريع.
ولكن سجلت الشرطة انخفاضا في سرقة الحقائب والمجوهرات، باستثناء فئة الساعات الفاخرة.
جرائم العنف تنخفض.. ولكن التصور العام يتزايد
على الرغم من هذه الارتفاعات في جرائم السرقة، تشير البيانات إلى أن جرائم العنف في لندن انخفضت. حيث سجلت المدينة 26.4 جريمة عنف لكل 1000 نسمة مقارنة بـ 31.9 في باقي أنحاء إنجلترا وويلز.
كما شهدت جرائم السكاكين ارتفاعا خلال الأعوام الأخيرة قبل أن تسجل انخفاضا بنسبة 19% في الأشهر الثلاثة حتى يونيو 2025.
جرائم بارزة وفاحشي الثراء
ساهمت سلسلة من السرقات البارزة في تعزيز هذا التصور. مثل سرقة حقيبة سفر سائق الفورمولا 1 السابق جنسن باتون وزوجته بقيمة 250 ألف جنيه إسترليني.
وسرقة مجوهرات مصممة بقيمة تزيد عن 10 ملايين جنيه إسترليني من قصر سيدة المجتمع شفيرة هوانغ في بريمروز هيل.
كما أشار وكلاء عقارات إلى أن هذه الجرائم تلام – إلى جانب ارتفاع الضرائب – على هجرة فاحشي الثراء من المملكة المتحدة.
ولكن بالرغم من انخفاض خطر العنف الفعلي، يظل تصور العامة عن لندن كمدينة “بلا قانون” متفشيا. حيث أظهر استطلاع “يوجوف” أن 51% من البالغين يعتقدون بزيادة جرائم العنف في العاصمة.
إلا أن الشعور بالخطر يتزايد: أظهر استطلاع “يوجوف” أن 51% من البالغين يعتقدون أن جرائم العنف تتزايد في العاصمة.
ويرجع بعض المراقبين هذا التصور المتزايد للقلق إلى “نظرية النوافذ المكسورة”. هذه النظرية تشير إلى أن العلامات المرئية للجرائم البسيطة والسلوك المعادي للمجتمع (كالسرقة والنشل) تشجع على المزيد من الجريمة، مما يؤثر على الشعور العام بالأمان.


