إسلام آباد، باكستان-حذر وزير الدفاع الباكستاني آصف خواجة، نظام طالبان في أفعانستان من أن بلاده ستضرب “عمق أفغانستان” إذا استُخدمت الأراضي الأفغانية لشن هجمات إرهابية على بلاده.
وقال وزير الدفاع الباكستاني – في تصريحات للصحفيين، عند سؤاله عن الخيارات المتاحة لباكستان في حالة وقوع هجمات عبر الحدود من أفغانستان-: “سنشن ضربات، سنفعل ذلك بالتأكيد”،
وذلك بحسب ما أورجت صحيفة “ذا دون” الباكستانية.
وأضاف وزير الدفاع الباكستاني: “إذا تم استخدام أراضيهم وانتهكوا أراضينا، فإننا سنقوم بالتأكيد بالتوغل في عمق أفغانستان للرد”.
توتر العلاقات
تشهد العلاقات بين إسلام آباد وحركة طالبان الأفغانية مرحلة غير مسبوقة من التوتر، بعد تصريحات وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف،
والتي حملت لهجة تهديد صريحة للنظام الحاكم في كابول،
في مؤشر واضح على تدهور العلاقات بين الطرفين بعد سنوات من التعاون الوثيق.
وفي تغريدة مثيرة للجدل، حذّر آصف من احتمال سقوط نظام طالبان إذا استمر في سياساته الحالية،
في تحول لافت من المواقف الودية التي كان يعبّر عنها في السابق.
فقد كان الوزير ذاته من أبرز الداعمين للحركة خلال محادثات الدوحة عام 2020 بين طالبان والولايات المتحدة،
حيث وصف آنذاك انتصار طالبان بأنه “نصر من الله”، في دلالة على متانة العلاقة بين الجانبين حينها.
لكن بعد أربع سنوات فقط، تحولت عبارات الدعم إلى لغة تهديد وانتقاد.
أصول التوتر
ويعود التوتر إلى مطالبة باكستان حكومة طالبان باتخاذ إجراءات حازمة ضد حركة طالبان باكستان (TTP)،
والتي تشن هجمات داخل الأراضي الباكستانية انطلاقًا من المناطق الحدودية الأفغانية.
في المقابل، تؤكد طالبان أن نشاط هذه الجماعة “شأن داخلي باكستاني” ينبغي لإسلام آباد التعامل معه بنفسها.
ويرى مراقبون أن نفاد صبر المؤسسة العسكرية الباكستانية بدأ يظهر جليًا في تصريحات قادتها،
خاصة مع تزايد الهجمات التي تستهدف قوات الأمن الباكستانية.
كما يشيرون إلى أن العلاقة بين الطرفين انتقلت من التعاون الاستراتيجي إلى مرحلة انعدام الثقة وتبادل الاتهامات.
من “الخطاب الودي في الدوحة” إلى “لغة التهديد في تويتر”،
يعكس المسار الحالي أن السياسة في المنطقة لا تعرف صداقات دائمة ولا عداوات أبدية، بل مصالح متغيرة تحدد مواقف الدول وتحالفاتها.



