أعلن حزب العمال الكردستاني (PKK)، سحب جميع قواته من أراضي تركيا إلى شمال العراق، في خطوة وصفت بأنها الأكثر أهمية منذ عقود في مسار الصراع الممتد بين أنقرة والحزب المحظور.
وأوضح الحزب في بيان نشرته وكالة فرات للأنباء، أن القرار يأتي “تحسبًا لاحتمال وقوع صدامات غير مرغوب فيها”،
مؤكداً أن الهدف من الخطوة هو تهيئة الأرضية لعملية سلام شاملة بين الأكراد والدولة التركية.
ويأتي هذا التطور بعد دعوة زعيم الحزب المسجون عبد الله أوجلان، إلى حل الحزب وإلقاء السلاح،
والتحول إلى العمل السياسي السلمي ضمن الإطار القانوني.
وخلال الأشهر الماضية، لبّى عدد من عناصر الحزب نداء أوجلان، وأقاموا مراسم رمزية في مدينة السليمانية شمال العراق،
حيث أحرق نحو 30 مقاتلاً أسلحتهم في مشهد وصفه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأنه “خطوة مهمة نحو تركيا خالية من الإرهاب”.
ورحبت أنقرة بإعلان الحزب، إذ قال عمر جيليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية،
إن “انسحاب مقاتلي الحزب وإعلانهم عن خطوات جديدة نحو نزع السلاح يمثلان ثمرة حقيقية للتقدم المحقق في مسار المصالحة الوطنية”.
وفي المقابل، دعا الحزب السلطات التركية إلى إصدار قوانين العفو العام وتوفير ضمانات قانونية تتيح لمقاتليه الانخراط في الحياة السياسية،
مشددًا على ضرورة تبني “إطار ديمقراطي دائم” ينهي عقودًا من النزاع.
يُذكر أن تركيا شكلت لجنة برلمانية تضم ممثلين عن الأحزاب الحاكمة والمعارضة لوضع الأسس القانونية لعملية السلام،
ومن المقرر أن تحدد اللجنة أيضًا مستقبل أوجلان، الذي يمضي حكمًا بالسجن المؤبد منذ عام 1999 في جزيرة إيمرالي.
ويرى محللون أن هذه التطورات قد تمهد لمرحلة جديدة من الاستقرار في المناطق الكردية،
إذا ما توافرت الإرادة السياسية لدى الطرفين لإنهاء صراع استمر أكثر من أربعة عقود.




