واشنطن ، الولايات المتحدة – في خطوة وُصفت بأنها الأخطر منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض حزمة عقوبات شاملة تستهدف قطاع الطاقة الروسي. انتقلت المواجهة من ميادين القتال إلى سوق النفط والغاز العالمي. هذه الخطوة هددت بتفجير أزمة طاقة غير مسبوقة في أوروبا والعالم.
العقوبات التي أُعلنت من البيت الأبيض شملت تجميد التعاملات التجارية مع كبرى شركات النفط والغاز الروسية. كما منعت تصدير المعدات والتقنيات المستخدمة في استخراج الطاقة. إلى جانب ذلك، جُمدت أصول مالية ضخمة لمسؤولين ورجال أعمال مرتبطين بالقطاع.
وأكد ترامب أن الهدف من هذه الخطوة هو “تجفيف منابع تمويل الحرب الروسية في أوكرانيا”. شدد على أن موسكو لن تتمكن من الاستمرار في الحرب بينما “اقتصادها ينزف تحت وطأة العقوبات”.
رد موسكو
لكن موسكو من جانبها لم تتأخر في الرد. إذ وصف الكرملين العقوبات بأنها “إعلان حرب اقتصادية”. توعد بخطوات مضادة تطال الإمدادات الحيوية للأسواق الغربية. يأتي ذلك في وقت يعتمد فيه الاتحاد الأوروبي على الطاقة الروسية لتلبية أكثر من 30% من احتياجاته من الغاز.
وقال المتحدث باسم الحكومة الروسية إن بلاده ستتخذ إجراءات “قاسية ومدروسة” لحماية مصالحها. كما أشار إلى أن واشنطن “تلعب بالنار” في منطقة بالغة الحساسية بالنسبة لاقتصاد العالم.
وتباينت ردود الفعل في أوروبا؛ فبينما رحبت بعض العواصم بخطوة ترامب واعتبرتها “ضرورية لكبح العدوان الروسي”، أبدت دول أخرى مخاوفها من أن تؤدي العقوبات إلى ارتفاع أسعار الطاقة بشكل جنوني. هذا قد يفاقم التضخم الذي يرهق ميزانيات الأسر والشركات على حد سواء.
ويرى محللون أن هذه العقوبات تمثل تحولًا نوعيًا في استراتيجية واشنطن. إذ انتقلت من الدعم العسكري لأوكرانيا إلى استهداف قلب الاقتصاد الروسي. تعتبر محاولة لإحداث شلل مالي طويل الأمد في موسكو.
لكنهم حذروا في الوقت نفسه من أن هذا التصعيد قد يرتد على الولايات المتحدة وحلفائها. خاصة مع احتمالات اضطراب إمدادات الطاقة العالمية. عودة أسعار النفط إلى مستويات قياسية قد تتجاوز 120 دولارًا للبرميل يمكن أن تسبب مشاكل.
ومع اشتداد الحرب الاقتصادية، تبرز تساؤلات حول مستقبل سوق الطاقة العالمي. مدى قدرة الدول الكبرى على موازنة الصراع الجيوسياسي مع متطلبات الأمن الطاقي يحتل أهمية كبيرة.
فهل تنجح واشنطن في كبح موسكو دون أن تدفع أوروبا الثمن؟ أم أن حرب أوكرانيا تدخل فصلاً جديدًا… عنوانه: الغاز بدل الرصاص، والنفط بدل الدبابات




