اليابان – أعلنت رئيسة الوزراء اليابانية المنتخبة ساناي تاكايتشي، اليوم الجمعة، أن حكومتها تعتزم المضي نحو إبرام معاهدة سلام مع روسيا. هذه الخطوة وصفتها الأوساط السياسية بأنها محاولة لإعادة فتح ملف العلاقات بين البلدين بعد سنوات من الجمود الدبلوماسي.
وفي خطابها الأول أمام البرلمان الياباني بعد انتخابها، قالت تاكايتشي: “العلاقات مع روسيا تمر حالياً بوضع صعب. لكن مسار الحكومة اليابانية هو حل القضية الإقليمية وإبرام معاهدة سلام”.
أول امرأة في رئاسة الحكومة اليابانية
تُعد ساناي تاكايتشي أول امرأة تتولى منصب رئيسة وزراء اليابان في تاريخ البلاد. هي معروفة بانتمائها إلى التيار المحافظ اليميني. وسبق أن شغلت مناصب وزارية في حكومة رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي منذ ولايته الأولى عام 2006.
ويرى مراقبون أن تصريحاتها بشأن روسيا تمثل اختبارًا مبكرًا لنهجها الدبلوماسي. هذا الاختبار يأتي خصوصاً في ظل التوتر القائم بين طوكيو وموسكو منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، والعقوبات التي فرضتها اليابان على روسيا بالتنسيق مع الغرب.
نزاع تاريخي عمره عقود
يعود الخلاف الإقليمي بين اليابان وروسيا إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية. يتعلق هذا الخلاف بالسيادة على جزر الكوريل الجنوبية، التي تسميها اليابان الأراضي الشمالية.
وفي عام 1956، وُقّع الإعلان المشترك السوفييتي–الياباني. هذا الإعلان نص على استعداد موسكو للنظر في إمكانية تسليم جزيرتي هابوماي وشيكوتان إلى اليابان بعد توقيع معاهدة سلام، من دون التطرق إلى مصير كوناشير وإيتوروب. وهو ما اعتبرته طوكيو حينها حلاً جزئياً غير كافٍ.
ورغم جولات عديدة من المفاوضات بين البلدين خلال العقود الماضية، لم تُوقَّع معاهدة سلام رسمية حتى اليوم. فيما تصرّ موسكو على أن الجزر أصبحت جزءاً من الاتحاد السوفييتي بعد الحرب، وأن سيادتها عليها “ليست موضع نقاش”.
ردود روسية حذرة
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت في مارس/آذار 2024 تعليق المفاوضات حول معاهدة السلام. جاء هذا القرار رداً على العقوبات التي فرضتها طوكيو بسبب الحرب في أوكرانيا، معتبرة أن التحركات اليابانية “غير ودّية”.
كما ألغت موسكو نظام السفر دون تأشيرة للمواطنين اليابانيين إلى جزر الكوريل الجنوبية. وأنهت مشروعات التعاون الاقتصادي المشترك مع اليابان في المنطقة.
وعلّقت الخارجية الروسية على تصريحات تاكايتشي السابقة بخصوص الجزر. أكدت أن السيادة الروسية على الكوريل غير قابلة للنقاش. وذكرت أن “أي حوار ممكن فقط في حال تخلي طوكيو عن نهجها العدائي”.




