أسبانيا – لم يكن أحد يتخيل أن أداة المطبخ البسيطة، التي تُستخدم عادة في طهي الحساء، ستتحول يومًا إلى وسيلة للتنقيب عن الذهب! لكن هذا ما حدث بالفعل بعد الإعلان عن اكتشاف ما سُمى إعلاميًا بـ«نهر الذهب» في شمال إسبانيا. هناك لفتت الحبيبات اللامعة أنظار السكان والباحثين. وعادت طريقة «التنقيب بالطنجرة» إلى الأضواء مجددًا.
الطريقة التي تعود جذورها إلى قرون مضت، تعتمد على مبدأ بسيط. تكون العملية عبر ملء الطنجرة برمال الأنهار وغسلها بالماء في حركة دائرية بطيئة. تتسبب هذه الحركة في اختفاء الشوائب وتبقى الجزيئات الثقيلة كحبيبات الذهب في القاع. ورغم بساطتها، فإنها كانت وراء ثروات هائلة في عصور «حمى الذهب» بأمريكا وأستراليا.
ومع تزايد الاهتمام بالاكتشاف الإسباني، تسابقت وسائل الإعلام لنقل مشاهد المواطنين وهم يجربون حظهم على ضفاف النهر. في الوقت نفسه، حذرت السلطات المحلية من التنقيب العشوائي حفاظًا على البيئة.
ويرى الجيولوجيون أن اللمعان الذي أثار الضجة قد يكون ناتجًا عن ترسيبات طبيعية. هم يؤكدون أن الكميات الظاهرة لا تشير بالضرورة إلى وجود منجم ذهبي ضخم. لكنهم في الوقت ذاته لم يستبعدوا أن يحتوي النهر على مفاجآت أكبر في أعماقه.
ويعلق أحد الباحثين ساخرًا: «إسبانيا لم تعد تبحث عن كنوز الماضي في السفن الغارقة، بل في الطناجر الطافية!» — في إشارة إلى جنون الذهب الذي أصاب الجميع بعد اكتشاف النهر العجيب.