واشنطن ، الولايات المتحدة – نشر المبعوث الأمريكي توماس باراك تحليلا عبر حسابه في منصة “إكس” في ما وصفه بـ”وجهة نظر شخصية”، بعنوان: “سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق”.
وقال براك: “بينما تستعيد سوريا الاستقرار من خلال تطبيع العلاقات مع جيرانها، بمن فيهم إسرائيل وتركيا، فإنها تشكل الساق الأولى لإطار الأمن في الشمال الإسرائيلي. أما الساق الثانية، فيجب أن تكون نزع سلاح حزب الله في لبنان وبدء مناقشات أمنية وحدودية مع إسرائيل”.
وتوقف براك عند اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي رعته إدارة بايدن عام 2024، بوساطة أمرييكية وأممية، معتبرا أنه “سعى إلى تهدئة التصعيد لكنه فشل في النهاية، فلم يتم التوصل إلى اتفاق مباشر بين إسرائيل وحزب الله بسبب أن لبنان لا يزال يعتبر التعامل مع إسرائيل جريمة، وبالتالي لا توجد آلية حقيقية للتنفيذ. إيران تواصل تمويل ميليشيا حزب الله رغم العقوبات، ومجلس الوزراء اللبناني المنقسم يرسل رسائل متضاربة للجيش اللبناني، الذي يفتقر للتمويل والصلاحيات… والنتيجة: هدوء هش من دون سلام، وجيش بلا سلطة، وحكومة بلا سيطرة”.
قال المبعوث الأمريكي توماس باراك، اليوم الاثنين، إن نفوذ حزب الله في الحكومة اللبنانية عطل خطة نزع سلاحه، مشيرا إلى أن هذا السلاح يهدد الأمن الإقليمي برمته.
وأضاف المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان وسوريا، في تصريحات صحفية، إن سوريا هي الاختبار الحقيقي لاستدامة النظام الإقليمي الجديد، مشيرا إلى أن لبنان هو الامتداد الطبيعي لعملية السلام بعد سوريا، ونزع سلاح “حزب الله” شرط أساسي لتحقيق الأمن الإقليمي.
وأضاف باراك “واشنطن قدمت خطة سميت (محاولة أخيرة) تتضمن نزع سلاح تدريجيا بإشراف أمريكي ـ فرنسي، لكنها تعطلت بسبب نفوذ حزب الله في الحكومة اللبنانية”، وفق قوله.
وأكد المبعوث الأمريكي أن استمرار سلاح حزب الله يضعف السيادة ويمنع الاستثمار ويجعل الحرب مع إسرائيل احتمالا قائما.
وقال باراك إن حزب الله قد يسعى لتأجيل انتخابات 2026 بحجة الحرب لتجنب خسارة نفوذه ما قد يفجر أزمة داخلية ويعيد مشهد احتجاجات 2019.
وفي شأن آخر، زعم مبعوث ترامب أن السعودية “تقترب من الانضمام الكامل إلى مسار التطبيع مما سيجعل بقية دول المشرق تتبعها”، على حد قوله.
أضاف براك حول العلاقة مع سوريا: “مع استقرار دمشق، يصبح حزب الله أكثر عزلة، فإن سيطرة الميليشيا من الخارج تقوض سيادة لبنان، وتردع الاستثمار، وتفقد الناس الثقة في دولتهم، وتشكل إنذارا دائما لإسرائيل. لكن الحوافز للعمل الآن تفوق تكلفة التردد: الشركاء الإقليميون مستعدون للاستثمار، بشرط أن يستعيد لبنان احتكار القوة الشرعية عبر الجيش اللبناني. وإذا واصل بيروت التلكؤ، فقد تتحرك إسرائيل بشكل منفرد – والعواقب ستكون وخيمة”.
فق رأيه الخاص، أكد براك في هذا الإطار أن “نزع سلاح حزب الله إذن ليس فقط ضرورة لأمن إسرائيل؛ بل فرصة للبنان لاستعادة سيادته وتحقيق الانتعاش الاقتصادي. بالنسبة للولايات المتحدة، يحقق ذلك رؤية السلام عبر الازدهار، ويقلل من الانخراط الأميركي المباشر. أما للمنطقة الأوسع، فيزيل وكيلا رئيسا للنظام الإيراني إلى جانب حماس، ويسرع من وتيرة التحديث والاندماج العربي”.
وتابع قائلا: “لهذا سعت الولايات المتحدة إلى توجيه لبنان نحو حل سلمي مع إسرائيل من خلال الحوافز لا الضغوط وذلك عبر ربط المساعدات الخليجية بإحراز تقدم ملموس، وضمان التحقق من التنفيذ تحت إشراف أميركي وفرنسي وأممي، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني من خلال تدريب ودعم مستهدف (حيث تعهدت الولايات المتحدة هذا الشهر بأكثر من 200 مليون دولار إضافية للقوات المسلحة اللبنانية). كانت واشنطن مستعدة لتوفير غطاء دبلوماسي لتحول حزب الله السياسي السلمي، وتنسيق بيانات إقليمية تربط الاستثمار بالتقدم، وشر المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان وسوريا، توماس باراك، تحليلا مطولا على حسابه في منصة “إكس”، بعنوان: “سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق”، قدمه على أنه وجهة نظر شخصية، تناول فيه التطورات الإقليمية، ومستقبل العلاقة بين إسرائيل، سوريا ولبنان، مركزا على الدور المحوري لـ”حزب الله” في تحديد مصير الأمن والاستقرار في المنطقة.
سوريا: استعادة الاستقرار ومفتاح الأمن شمالا
استهل باراك تحليله بالإشارة إلى أن سوريا بدأت تستعيد استقرارها عبر تطبيع العلاقات مع عدد من جيرانها، بينهم إسرائيل وتركيا، معتبرا أن هذا التطبيع يمثل الساق الأولى لإطار الأمن في الشمال الإسرائيلي. وأكد أن التحركات السورية نحو اتفاق حدودي وتطبيع مستقبلي مع إسرائيل تعد خطوة استراتيجية نحو تأمين حدود إسرائيل الشمالية.
لبنان: نزع سلاح حزب الله شرط أساسي للسلام
وفي الشق المتعلق بلبنان، رأى باراك أن الساق الثانية للأمن الإقليمي يجب أن تكون نزع سلاح “حزب الله” وبدء مناقشات أمنية وحدودية مباشرة مع إسرائيل. واعتبر أن اتفاق وقف الأعمال العدائية لعام 2024، الذي رعته إدارة بايدن، فشل بسبب غياب آلية حقيقية للتنفيذ، وعدم وجود إطار رسمي للتفاوض بين إسرائيل وحزب الله نتيجة تجريم لبنان لأي تواصل مع إسرائيل.
وأوضح باراك أن استمرار إيران في تمويل حزب الله، والانقسام داخل مجلس الوزراء اللبناني، وتضارب الرسائل للجيش اللبناني، كلها عوامل أدت إلى ما أسماه: “هدوء هش من دون سلام، وجيش بلا سلطة، وحكومة بلا سيطرة”.
نفوذ حزب الله وعقبة نزع السلاح
أكد باراك أن نفوذ حزب الله داخل الحكومة اللبنانية هو العائق الأساسي أمام تنفيذ خطة نزع السلاح، مشيرا إلى أن واشنطن كانت قد قدمت خطة سميت “المحاولة الأخيرة” بالتعاون مع فرنسا، تقضي بنزع تدريجي لسلاح الحزب بإشراف دولي، لكنها تعطلت تحت ضغط النفوذ السياسي للحزب.
كما حذر من أن استمرار امتلاك حزب الله للسلاح يهدد الأمن الإقليمي، ويضعف سيادة الدولة اللبنانية، ويعيق الاستثمارات، ويبقي احتمال اندلاع الحرب مع إسرائيل قائما.
الانتخابات اللبنانية وقلق من تأجيل محتمل
في سياق متصل، أشار باراك إلى أن الحزب قد يسعى إلى تأجيل انتخابات 2026 بحجة التصعيد الأمني، لتفادي خسارة نفوذه الشعبي، وهو ما قد يعيد مشهد احتجاجات عام 2019، ويفجر أزمة سياسية واجتماعية داخلية.
دور السعودية والإقليم في دفع مسار السلام
وفي رؤيته الأوسع، قال باراك إن السعودية تقترب من الانضمام الكامل إلى مسار التطبيع، ما سيشكل، برأيه، دفعة قوية لبقية دول المشرق العربي للحاق بها، مضيفا أن “استقرار دمشق يعزل حزب الله أكثر”، ويزيد من الضغط لفك ارتباط بيروت بالميليشيات المسلحة.
فرصة لبنان: استعادة السيادة بدل الاستسلام
أكد باراك أن نزع سلاح حزب الله يجب أن يقدم ليس كاستسلام، بل كاستعادة لسيادة الدولة اللبنانية، مشيرا إلى أن واشنطن كانت مستعدة لتوفير غطاء دبلوماسي لتحول سياسي سلمي للحزب، وربط المساعدات الخليجية بإحراز تقدم ملموس في هذا الاتجاه.
كما كشف عن تعهد أمريكي جديد بأكثر من 200 مليون دولار إضافية للقوات المسلحة اللبنانية، في إطار دعم الجيش كقوة شرعية وحيدة تمثل الدولة.
تحذير نهائي: مواجهة محتملة وعزلة سياسية
اختتم باراك تحليله بالتحذير من أن فشل لبنان في التحرك سيؤدي إلى مواجهة حتمية بين الجناح العسكري لحزب الله وإسرائيل، في لحظة وصفها بأنها تتسم بضعف إيراني غير مسبوق وقوة إسرائيلية متزايدة، محذرا من أن الجناح السياسي للحزب سيواجه عزلة داخلية إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه.
خلاصة التقرير
يرى توماس باراك أن المنطقة أمام فرصة تاريخية لإعادة رسم خارطة السلام في المشرق العربي، تبدأ من سوريا وتمتد إلى لبنان، لكن نجاح هذا المسار مرهون بتفكيك المنظومات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة، وعلى رأسها حزب الله. ويضع باراك نزع السلاح شرطا لأمن إسرائيل، ولبنان، والمنطقة ككل، ويؤكد أن الحوافز موجودة، لكن التردد قد يقود إلى تداعيات خطيرة.مساعدة بيروت على تقديم نزع السلاح كاستعادة للسيادة لا استسلام. جميع هذه المبادرات تعثرت بينما تتسارع بقية المنطقة نحو طرد وكلاء إيران الإرهابيين”.
أما عن المباحثات الأخيرة بين سوريا وإسرائيل، فقال براك: “التحركات الجريئة لسوريا نحو اتفاق حدودي وتطبيع مستقبلي تمثل الخطوة الأولى نحو تأمين حدود إسرائيل الشمالية، ويجب أن يكون نزع سلاح حزب الله هو الخطوة الثانية، فلبنان اليوم أمام خيار حاسم: إما أن يسلك طريق التجديد الوطني أو يبقى غارقا في الجمود والانهيار”، مؤكدا أنه “يجب على الولايات المتحدة دعم بيروت لفك ارتباطها بسرعة عن ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران وتحقيق التوافق مع النغمة الإقليمية الرافضة تماما للإرهاب قبل أن تبتلعها موجة الرفض الشامل للتنظيمات الإرهابية”.
وحذر براك من أنه “إذا فشلت بيروت في التحرك، فإن الجناح العسكري لحزب الله سيواجه بلا شك مواجهة كبرى مع إسرائيل في لحظة قوة إسرائيلية وضعف إيراني غير مسبوق. وبالتوازي، سيواجه جناحه السياسي احتمال العزلة مع اقتراب انتخابات أيار/مايو 2026”.