غزة، فلسطين-زار توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مدينة غزة المدمرة اليوم السبت، في أول زيارة لمسؤول أممي رفيع منذ وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي،
ولفت فليتشر إلى ضخامة حجم الكارثة التي تواجهها وكالات الإغاثة في توفير الغذاء والخدمات الأساسية لملايين الفلسطينيين.
مهمة إنسانية صعبة
قال خلال مشاركته مع البعثة الأممية أثناء تفقده حي الشيخ رضوان ومحطة الصرف الصحي:“كنت هنا قبل سبعة أو ثمانية أشهر،
وكانت المباني لا تزال قائمة، أما الآن فالوضع مروع، جزء كبير من المدينة تحول إلى أنقاض.”
ويأتي ذلك بعد أشهر من الهجوم الإسرائيلي العنيف الذي شنته تل أبيب في أعقاب عملية 7 أكتوبر 2023،
وهو ما تسبب في تدمير البنية التحتية الحيوية وتهجير مئات الآلاف.
وقال فليتشر- وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية- إن الأمم المتحدة بدأت تنفيذ خطة طارئة مدتها 60 يوماً تشمل عدة بنود تشمل:
توزيع مليون وجبة غذائية يومياً.
وإعادة بناء القطاع الصحي تدريجياً.
وإقامة خيام مؤقتة استعداداً لفصل الشتاء.
وإعادة مئات الآلاف من الأطفال إلى المدارس.
وأضاف أن مكتب الأوتشا (OCHA) يواجه “مهمة هائلة”، مشيرا إلى أن المنظمة “مدينة بذلك للشعب الذي عانى كثيراً”.
أزمة المساعدات
ودعت وكالات الإغاثة الدولية إلى فتح جميع المعابر، بما فيها معبر رفح مع مصر،
وهذا لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
ولا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يفرض حصاراً مشدداً على القطاع، مع تحكمه الكامل في المنافذ،
وهذا رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار- المستند إلى خطة ترامب للسلام- ينص على توسيع نطاق دخول المساعدات.
ملف الرهائن
وكانت السلطات الإسرائيلية أعلنت السبت التعرف على رفات رهينة جديدة نقلتها حركة حماس ضمن صفقة تبادل الجثث الأخيرة،
حيث تم تحديد هوية الإسرائيلي إلياهو مارغليت، الذي قُتل في 7 أكتوبر.
وسلّم الجيش الإسرائيلي 15 جثماناً لمقاتلين فلسطينيين إلى غزة،
فيما أكدت إسرائيل أنها “لن تتوقف حتى استعادة جميع الرهائن الأحياء والأموات”، متهمة حماس بتأخير التسليم.
وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم إن الحركة ملتزمة بالاتفاق لكنها “بحاجة إلى وقت”،
متهماً إسرائيل بارتكاب “انتهاكات متكررة لبنوده”.
تصاعد الخسائر الإنسانية في غزة
بحسب وزارة الصحة في غزة، أدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل 68,116 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين،
في حين تؤكد وكالة الدفاع المدني أن فرق الإنقاذ انتشلت أكثر من 280 جثة من تحت الأنقاض،
وهذا منذ العاشر من أكتوبر، ولا تزال نحو 10,000 جثة مفقودة حتى الآن.
في المقابل، بلغ عدد القتلى في إسرائيل 1,221 شخصاً، معظمهم من المدنيين،
وذلك وفق إحصاءات رسمية نقلتها وكالة فرانس برس.