روسيا – في مشهد يعيد للأذهان قمم الحرب الباردة ولكن بطابع القرن الحادي والعشرين، كشف الكرملين عن آخر الترتيبات الجارية. هذه التحضيرات لعقد القمة المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في العاصمة المجرية بودابست.
وسط ترقب عالمي لما قد تسفر عنه من تحولات كبرى في معادلة القوة الدولية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن التحضيرات “تسير بدقة متناهية وعلى أعلى مستوى”، موضحًا أن اللقاء “سيكون صريحًا ومباشرًا.
ويمس قضايا الأمن الدولي والعلاقات الثنائية، ومستقبل الصراع في أوكرانيا، إضافة إلى العقوبات الغربية المفروضة على موسكو”.
وأكد بيسكوف أن الرئيس بوتين “جاهز لحوار بنّاء يقوم على الندية والاحترام المتبادل”، مشيرًا إلى أن روسيا تنظر للقمة على أنها منصة لتصحيح المسار الدولي. وذلك بعد سنوات من التوتر والتصعيد.
رسائل متبادلة قبل اللقاء
مصادر روسية رفيعة وصفت القمة بأنها “موعد مع التاريخ”. فيما أكدت دوائر قريبة من ترامب أن الأخير “يعتزم طرح رؤية جديدة لإنهاء الحرب الأوكرانية، وتخفيف التوتر النووي بين الشرق والغرب”.
ويأتي اللقاء بعد أشهر من التصريحات المثيرة التي أطلقها ترامب حول استعداده لـ”إعادة ترتيب البيت الغربي” في حال عودته إلى البيت الأبيض. هذه التصريحات أثارت قلق الناتو وأوروبا على حد سواء.
بودابست تتحول إلى مركز الحدث العالمي
العاصمة المجرية تستعد لاستقبال القمة وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، وحضور مكثف للإعلام العالمي. وصفتها الصحافة الأوروبية بـ”قمة العاصفتين” في إشارة إلى شخصيتي بوتين وترامب اللتين طالما أربكتا السياسة الدولية.
ويرى محللون أن نتائج اللقاء قد تشكل نقطة انعطاف كبرى في مسار الصراع الدولي. خاصة في ظل تصاعد التوتر بين روسيا والغرب، وتزايد الأصوات الداعية لتسويات سياسية تعيد للعالم شيئًا من الاستقرار المفقود.
وفي انتظار اللحظة الحاسمة، تتجه أنظار العالم إلى بودابست، حيث قد تُرسم من هناك ملامح النظام الدولي القادم.