واشنطن ، الولايات المتحدة – دعا محللون في مركز الأبحاث الأمريكي “جينسا” (المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي) الإدارة الأمريكية إلى استغلال نتائج “حرب الأيام الاثني عشر” بين إسرائيل وإيران. يجب صياغة سياسة جديدة تهدف إلى منع طهران من إعادة بناء قدراتها النووية والعسكرية.
وفي تقرير استراتيجي نشره المعهد يوم الجمعة 17 أكتوبر/تشرين الأول، تحت عنوان “البناء على النصر”، أكد الخبراء أن الهدف النهائي للسياسة الأمريكية ينبغي أن يكون “الضغط الشامل”. هذا الضغط يجب أن يؤدي إلى انهيار تدريجي للنظام الإيراني أو إخضاعه لاتفاق صارم.
نجاح تكتيكى
وأوضح التقرير أن العملية العسكرية الإسرائيلية – الأمريكية الأخيرة ضد منشآت إيرانية نووية وصاروخية وعسكرية حققت نجاحاً تكتيكياً مهماً. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن هذا لا يرقى إلى نصر استراتيجي طالما أن طهران قادرة على إعادة بناء بنيتها التحتية.
واقترح معدّو التقرير، وهم من شخصيات بارزة في الأمن القومي الأمريكي. شغل بعضهم مناصب في إدارتي بوش وترامب، سلسلة إجراءات تشمل فرض حظر دائم على تخصيب اليورانيوم، وتدمير أجهزة الطرد المركزي.
وكذلك وقف إنتاج الصواريخ والطائرات المسيّرة،وقطع الدعم عن الميليشيات الموالية لطهران، والإفراج عن المعتقلين الأمريكيين.
بقاء العقوبات المفروضة
وأكد التقرير ضرورة بقاء جميع العقوبات المفروضة على إيران قائمة خلال أي مفاوضات محتملة. كما أكد على الإبقاء على الخيار العسكري مطروحاً للرد السريع في حال انتهاك طهران للاتفاقات أو استئنافها للأنشطة النووية.
وفي ختام التقرير، شدد المحللون على أن “الانتصار في الحرب لا يكتمل إلا بمنع إيران من استعادة قوتها”. دعا الخبراء إلى تنسيق أمريكي–إسرائيلي–أوروبي واسع النطاق لضمان تفوق استراتيجي دائم ومنع طهران من تهديد استقرار المنطقة مجدداً.
عواقب الحرب
أكد محللون أمريكيون في مركز أبحاث JSNA أن على واشنطن استغلال عواقب حرب الأيام الاثني عشر لصياغة سياسة جديدة.
ورأوا أن الهدف النهائي ينبغي أن يكون منع إيران من إعادة بناء قدراتها النووية والعسكرية. وذلك عبر ممارسة ضغط واسع النطاق حتى الانهيار التدريجي لإيران.
في هذا التقرير الاستراتيجي الذي نشره المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (جينسا) يوم الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول، تحت عنوان “البناء على النصر: استراتيجية أميركا تجاه إيران بعد حرب الـ12 يوماً”.
يبحث التقرير عواقب الحرب بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل ويؤكد على الحاجة إلى إعادة تعريف سياسة الولايات المتحدة تجاه طهران.
مركز جينسا
يعد مركز جينسا مؤسسة فكرية مؤثرة في مجال السياسة الخارجية الأمريكية والأمن القومي. يلعب المركز دوراً مهماً في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وقد شغل بعض كبار أعضائه مناصب في إدارة جورج دبليو بوش وإدارة ترامب الأولى.
وأكد معدو التقرير أنه على الرغم من نجاح العملية الإسرائيلية الأمريكية المشتركة عسكريا ضد البرنامج النووي الإيراني، فإن السؤال الرئيسي لإيران وإسرائيل هو متى ستستأنف هذه الحرب. وما هي نتائجها.
خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، نفذت إسرائيل غارات جوية واسعة على منشآت صاروخية وعسكرية وأمنية ونووية لإيران. كما استهدفت عدداً كبيراً من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني والخبراء النوويين الإيرانيين.
وبحسب محللين في هذا المعهد فإن الجمهورية الإسلامية تحاول تعويض الهزائم التي لحقت بها نتيجة هذه الحرب. وتستمر في رفض الدخول في مفاوضات حقيقية.
ويؤكد المؤلفون أن الولايات المتحدة، بالتعاون الوثيق مع إسرائيل وحلفائها، ينبغي لها أن تغتنم الفرصة. الهدف هو منع إعادة بناء الجيش والنووي الإيراني. أيضًا، يجب إجبار طهران، من خلال الضغط الشامل، على قبول اتفاق صارم وشامل.
إن الهدف النهائي لهذه الاستراتيجية هو إضعاف الجمهورية الإسلامية بشكل جذري وانهيارها التدريجي.
ويرى الكاتبان أن تفعيل آلية الزناد من قبل الدول الأوروبية الثلاث هو إشارة إلى تغيير النهج الأوروبي. عودتهم إلى الوقوف إلى جانب واشنطن ضد طهران توضح ذلك.
لكنهم يؤكدون أن النصر العسكري في الحرب التي استمرت 12 يوماً لا يعني بعد انتصاراً استراتيجياً. لأن الجمهورية الإسلامية صممت برنامجها النووي بطريقة مجزأة وسرية. ربما تكون في صدد شراء الوقت لإعادة بناء قدراتها.
وفي الجزء الثاني، يتناول مؤلفو التقرير الوضع في إيران بعد الحرب. يؤكدون أنه على الرغم من الخسائر الفادحة، فإن النظام الإيراني لا يزال يصر على مواقفه.
وبحسب التقرير، فإن طهران تحاول الحفاظ على مكانتها من خلال إخفاء مستويات التخصيب. كما تواصل صادراتها النفطية غير القانونية إلى الصين، وزيادة التعاون مع روسيا وبكين للالتفاف على العقوبات.
النصر على الجمهورية الاسلامية
ويخصص الجزء الثالث من التقرير للخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة لتعزيز النصر في الصراع مع الجمهورية الإسلامية.
ويؤكد هذا القسم على أن واشنطن ينبغي أن تستغل هذه الفرصة لصياغة اتفاق جديد تماما. هذا الاتفاق يجب أن يكون مصادق عليه رسميا كمعاهدة ملزمة من خلال تصويت ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي.
وأكد محللو جينيسا أيضًا أن هذا الاتفاق يجب أن يستند إلى شروط “أكثر صرامة” من خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015.
ومن بين أمور أخرى، اقترحوا أن يشمل الاتفاق حظراً كاملاً ودائماً على تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة البلوتونيوم على أي مستوى. كما يجب التدمير الكامل لأجهزة الطرد المركزي والمرافق ذات الصلة. يجب أيضًا وقف إنتاج ونشر الصواريخ والطائرات بدون طيار الهجومية.
ووضع حد للدعم المالي والعسكري الذي يقدمه الحرس الثوري الإيراني للمجموعات الوكيلة. كما يجب الإفراج عن جميع المواطنين الأمريكيين وحلفائهم المعتقلين في إيران، والوصول غير المقيد لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى جميع المواقع المشتبه بها.
ويتابع التقرير أن أي مفاوضات يجب أن تتم بموعد نهائي واضح ودون تمديد. إذا رفضت إيران، فيجب على الولايات المتحدة وقف المحادثات واستخدام أدوات أخرى لمنع إعادة بناء طهران عسكريا.
وبحسب المحللين في هذا المركز البحثي الأمريكي، ينبغي أن تكون المفاوضات مباشرة. في الوقت نفسه يجب أن تبقى جميع العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قائمة.
وخلال المحادثات، ينبغي أن يظل الخيار العسكري قائما حتى يتسنى الرد الفوري إذا أعادت إيران بناء منشآتها أو أنشطتها النووية.
وفي القسم الأخير، يناقش مؤلفو التقرير الخطوات العملية للحفاظ على التفوق العسكري والسياسي للولايات المتحدة وإسرائيل.
ومن بين الخطوات التي اقترحوها التنسيق الكامل بين الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الأوروبية. الهدف منع إيران من إعادة بناء برامجها النووية والصاروخية.
توجيه تحذير واضح لطهران بشأن هجوم متجدد في حالة حدوث انتهاك، وتسريع تسليم طائرات التزود بالوقود جواً إلى إسرائيل. يجب أيضًا تخزين الذخائر الأمريكية الدقيقة على الأراضي الإسرائيلية. كما ينبغي توسيع التعاون الدفاعي في إطار القيادة المركزية الأمريكية.
ويدعو التقرير الولايات المتحدة أيضا إلى تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط، بما في ذلك نشر قاذفات وأسلحة خارقة للتحصينات في قاعدة دييغو غارسيا. يجب زيادة الردع في الخليج.
وفي ختام تقريرهم، أكد محللو جينسا أن الهدف الاستراتيجي لواشنطن ينبغي أن يكون تجاوز سياسة الردع المحضة. ينبغي التحرك نحو الانهيار المتحكم فيه للجمهورية الإسلامية.
وبحسب المؤلفين، فإن النصر في حرب الـ12 يوماً لن يكون له معنى إلا إذا تمكنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من استخدام هذا الوضع. الهدف هو منع إحياء القدرات العسكرية والنووية الإيرانية وخلق ضغوط شاملة لإجبار النظام على الاستسلام أو الانهيار من الداخل.