واشنطن، أمريكا-تتسارع الأحداث في العاصمة الأمريكية في القضية المتهم فيها جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب،
والذي سلم نفسه للسلطات الفيدرالية اليوم الجمعة، لمواجهة 18 تهمة جنائية تتعلق بإساءة التعامل مع معلومات سرية حساسة، بعضها مصنّف في أعلى درجات السرية.
وثائق استخباراتية
وفقًا للائحة الاتهام، يُشتبه في أن بولتون احتفظ أو شارك وثائق ومراسلات تتعلق بمعلومات استخباراتية حساسة،
بما في ذلك بيانات عن هجمات محتملة وأطراف أجنبية وعلاقات دبلوماسية سرية.
وتشير التحقيقات إلى أنه استخدم تطبيقات مراسلة شخصية وبريدًا إلكترونيًا خاصًا لنقل هذه المعلومات خارج القنوات الرسمية.
محكمة ماريلاند
دخل بولتون (76 عامًا) صباح اليوم الجمعة محكمة المقاطعة الفيدرالية في غرينبيلت بولاية ماريلاند، دون أن يجيب على أسئلة الصحفيين الذين احتشدوا أمام المبنى.
ومن المتوقع أن يمثل أمام القاضي في جلسة أولية، مع احتمال أخذ بصماته والتقاط صورة رسمية له في مقر المارشال الأمريكي،
وهذا بحسب ما نقلته شبكة CBS الشريكة لـBBC في الولايات المتحدة.
بولتون يدافع عن نفسه
وردًا على الاتهامات، قال بولتون إنه سيدافع عن نفسه مؤكّدًا أن كل ما فعله كان ضمن “إطار قانوني مشروع”.
وأضاف في بيان: “لقد أصبحتُ الهدف الأحدث في حملة تسييس وزارة العدل،
والتي يستخدمها ترامب لمعاقبة من يعتبرهم أعداءه، عبر اتهامات سبق إسقاطها أو تحريف وقائعها.”
خلفيات القضية
تعود جذور القضية إلى عام 2020، عندما حاول بولتون نشر كتابه المثير للجدل عن فترة عمله في إدارة ترامب الأولى.
حينها، سعت وزارة العدل الأمريكية لمنع نشر الكتاب بدعوى احتوائه على معلومات مصنّفة سرّية،
لكن المحكمة سمحت بإصداره رغم توبيخ القاضي لبولتون قائلاً إنه “غامر بأمن الولايات المتحدة القومي”.
واستمرت التحقيقات وتضمنت لائحة الاتهام الحالية مشاركة “مذكرات شخصية” ومراسلات حساسة مع شخصين مجهولين،
وبأن حسابه الإلكتروني تعرّض لاختراق من جهة يُعتقد ارتباطها بـ إيران بين عامي 2019 و2021.
ثالث معارض لترامب
بهذه الاتهامات، أصبح بولتون ثالث شخصية معارضة لترامب تواجه ملاحقات جنائية خلال الأسابيع الأخيرة،
وهذا في وقت يرى فيه مراقبون أن المشهد السياسي الأمريكي يشهد تصعيدًا قضائيًا متبادلًا بين أنصار ترامب ومعارضيه قبيل الانتخابات المقبلة.