طهران، وكالات-دعا الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، في تصريحات حديثة نشرت يوم الثلاثاء، إلى ضرورة تعزيز “القوة العسكرية والاستخباراتية والسياسية والدبلوماسية” للبلاد،
محذرا من أن الفشل في ذلك قد يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة. وشدد روحاني على أهمية تقوية “القوة الوطنية” كعامل أساسي لتجنب النزاعات.
وأشار روحاني إلى تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي عقب الحرب التي استمرت 12 يوما مع إسرائيل،
والتي وصف فيها الأجواء بـ”اللاحرب واللاسلام”، مؤكدا على إمكانية تحقيق هذا الوضع عبر خطوات عملية.
هشاشة التوازن الراهن بين طهران وتل أبيب
وفي ذات السياق، أكد خامنئي سابقا أن الوضع القائم على مبدأ “لا حرب ولا سلام” هو “جو ضار وخطير”،
وهذا في إشارة إلى هشاشة التوازن الراهن بين طهران وتل أبيب.
وجاءت تصريحات روحاني وسط تقارير وتحليلات تشير إلى احتمالية تجدد المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل،
حيث وصف معهد أبحاث وتحليل الدفاع الهندي وقف إطلاق النار في الحرب الأخيرة بأنه “هش ومتهالك”.
هجوم عسكري شامل
كما تحدث روحاني عن الهجمات الأمريكية السابقة على المنشآت النووية الإيرانية،
موضحا أن الولايات المتحدة كانت تخطط لضرب منشأة نطنز النووية قبل 22 عاما، وأنها كانت تستعد لهجوم عسكري شامل.
وأضاف روحاني أن “ريح السلام” التي هبت بعد حرب الاثني عشر يوما توقفت فجأة،
معربا عن قلقه من أن الأطراف المعنية تعود إلى سلوكها العدائي القديم.
القبض على عملاء الموساد
دافع روحاني أيضا عن اعتقال “الجواسيس”، مشيرا إلى أن القبض على عملاء الموساد داخل البلاد يعطل خطط العدو ويجبره على إعادة النظر في استراتيجيته.
وشدد على أهمية “التعامل” مع الغرب كخيار بديل بين القتال أو الاستسلام،
قائلا: “علينا إيجاد طريق آخر، وهو إيجاد طريقة للتعامل”.
خلال الأشهر الماضية، كرر روحاني دعوته إلى خفض التوترات مع الولايات المتحدة والبدء بمفاوضات مع الغرب،
مؤكدا ضرورة تحسين العلاقات مع أوروبا والدول المجاورة.
إتهام روحاني بالفساد
ورغم ذلك، تواجه تصريحات الرئيس الايراني جدلا داخليا، إذ علق كامران غضنفري، عضو مجلس الشورى الإسلامي، على شكاوى سابقة ضد روحاني،
مؤكدا أنه إذا ثبتت الاتهامات الموجهة له، ومنها “الفساد في الأرض”، فقد تصل العقوبة إلى الإعدام.
في ظل هذه الأجواء، تبقى دعوات روحاني للسلام والتفاوض محط أنظار في إيران والمنطقة،
وهذا وسط استمرار التوترات التي تهدد بعودة الصراع المسلح.