بغداد ، العراق – أكد رئيس مجلس النواب العراقي، محمود المشهداني، اليوم الأربعاء، أن البرلمان سيشكل لجنة تحقيقية خاصة لمتابعة ملابسات مقتل عضو مجلس محافظة بغداد
والمرشح عن “تحالف السيادة”، صفاء المشهداني، الذي قضى فجر اليوم إثر استهدافه بعبوة ناسفة شمال العاصمة بغداد.
وفي بيان نقله الإعلام الرسمي العراقي (واع)، شدد المشهداني على أن “الجهات المتورطة في هذه الجريمة البشعة ستكشف وتقدم للعدالة”،
داعيا الحكومة والجهات الأمنية المختصة إلى الإسراع في إجراء تحقيق عاجل وشامل، يضمن محاسبة من يقف وراء العملية.
تفاصيل الحادثة
وقع الانفجار، الذي أودى بحياة المشهداني، أثناء جولة ميدانية كان يجريها في قضاء الطارمية. تعد هذه إحدى المناطق المتوترة أمنيا شمال بغداد، حيث انفجرت عبوة ناسفة زرعت في مركبته،
مما أسفر عن مقتله على الفور، إلى جانب إصابة اثنين من مرافقيه، بحسب مصادر أمنية.
وتعد هذه الحادثة أول عملية اغتيال تستهدف مرشحا سياسيا. يأتي ذلك في سياق الاستعدادات للانتخابات البرلمانية العراقية، المزمع إجراؤها في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ردود الأفعال
انهالت عبارات التعزية على مواقع التواصل الاجتماعي فور انتشار خبر اغتيال المشهداني، حيث استذكر عدد من أنصاره مواقفه الصريحة والعلنية ضد نفوذ الجماعات المسلحة في العراق،
لا سيما مداخلاته السابقة حول ملف تهجير سكان جرف الصخر ومنع عودتهم إلى منازلهم.
وشارك ناشطون ما قالوا إنه آخر ظهور تلفزيوني له. في هذا الظهور، انتقد السياسات الأمنية والممارسات الطائفية، مطالبا بعودة المهجرين إلى مناطقهم.
الخلفية السياسية للمرشح
كان صفاء المشهداني مرشحا عن “تحالف السيادة”، أحد أبرز التحالفات السنية في العراق. كان التحالف يخوض الانتخابات بقيادة السياسي خميس الخنجر ورئيس البرلمان الحالي محمود المشهداني.
ويشارك التحالف في عدد من المحافظات ذات الثقل السني، مثل بغداد، الأنبار، صلاح الدين، نينوى، ديالى وكركوك. وينظر إليه كأحد الأطراف المنافسة بقوة في هذه الدورة الانتخابية.
مناخ أمني مقلق
تأتي هذه الجريمة ضمن سياق أمني هش. شهد خلال السنوات الماضية موجات من الاغتيالات والخطف استهدفت سياسيين وصحافيين وناشطين مدنيين، خاصة من منتقدي الجماعات المسلحة.
وعلى الرغم من الوعود الحكومية المتكررة بكشف المتورطين، لا تزال الكثير من تلك الجرائم مقيدة ضد مجهول. هذا يعزز المخاوف من تكرار سيناريوهات العنف السياسي خلال الموسم الانتخابي الحالي.