دبي، الإمارات العربية المتحدة – وصفت واشنطن اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، الجمعة، بأنه “تمرين استماع”.
وظهرت مؤشرات على أن اللقاء لن يسفر عن وقف فوري للقتال في أوكرانيا، لكنه قد يفتح الباب لتحولات دبلوماسية واسعة.
القمة، التي تُعقد في قاعدة إلمندورف–ريتشاردسون العسكرية، ستشهد حضور شخصيات بارزة في الوفد الروسي. بينهم وزراء الخارجية والدفاع والمالية، إلى جانب رئيس صندوق الثروة السيادي.
ووفق الكرملين، ستتناول المباحثات الحرب في أوكرانيا، إضافة إلى ملفات التجارة والتعاون الاقتصادي والأمن العالمي.
وبحسب ما نشرته مجلة “نيوزويك” الأمريكية فإن هناك 4 مسارات محتملة لنتائج القمة التي تجمع بين ترامب وبوتين.
تراجع الدور الأوروبي
يرى خبراء أن القمة تكشف اعتماد أوروبا على الضمانات الأمنية الأمريكية. في وقت تجد فيه الدول الأوروبية نفسها في موقع رد الفعل على تحركات ترامب بدل قيادة المبادرات لإنهاء الحرب.
وأشار رفائيل لوس، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إلى أن “حلفاء كييف عالقون في نمط يتجاوبون فيه مع تحركات ترامب بدلاً من تشكيل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب”.
وذكر أن “هذا يظهر اعتماد أوروبا على الضمانات الأمنية الأمريكية والعلاقات التجارية المواتية. وأن الاتحاد الأوروبي سيكون من المستحيل عليه تحدي أي اتفاق أمريكي-روسي خشية فقدان الدعم الأميركي”.
وأوضحت الصحيفة أنه: “بعد القمة، على قادة أوروبا وأوكرانيا الاستعداد لرغبة ترامب في تطبيع العلاقات مع روسيا. كما يجب الاستعداد لإبقاء بوتين ترامب في دائرة وعود غامضة”.
إنهاء عزلة بوتين
تعد الزيارة أول ظهور لبوتين في الولايات المتحدة منذ عقد، ما يمنحه مكسباً سياسياً كبيراً رغم مذكرة التوقيف الدولية بحقه.
ونقلت “نيوزويك” عن أستاذ الاقتصاد في كلية لندن للأعمال ريتشارد بورتس، قوله إن الصورة “رائعة” لبوتين. يتم الترحيب به في الولايات المتحدة رغم كونه “مجرم حرب دولي”، في إشارة لمذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية التي لا تعترف بها واشنطن.
كما ترى يانا كوبزوفا من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن الاجتماع يعني فعلياً نهاية عزلة بوتين الدولية. وقد حصل على قمة مع الرئيس الأميركي دون تقديم أي تنازلات.
وأضافت فاليري سبيرلينغ من جامعة كلارك أن بوتين قد يخرج مستفيدًا من القمة مهما كانت نتائجها. ويمكنه تصوير رفض زيلينسكي لأي تنازلات على أنه عدم تعاون.
تحييد الموقف الأمريكي
وقالت كوبزوفا إن النتيجة الأكثر تفضيلاً لروسيا ستكون “تحييد” الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا. ويشمل ذلك تقليل مشاركتها في الجهود لإنهاء الحرب ووقف المساعدات العسكرية لكييف.
وذكرت صحيفة “ديلي تلغراف” أن ترامب قد يعرض حوافز اقتصادية على بوتين. قد يتضمن ذلك فتح الوصول إلى الموارد الطبيعية قبالة سواحل ألاسكا، وهو ما لم يتم تأكيده.
كما تشمل فرص الأعمال معادن في الأراضي الأوكرانية المحتلة ورفع العقوبات الأمريكية عن صناعة الطيران الروسية، وفقًا للصحيفة.
لا وقف للحرب
ترامب أشار إلى أن اتفاقاً نهائياً يتطلب اجتماعاً لاحقاً يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. لكن كييف ترفض أي تنازل عن أراض لصالح موسكو.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه لن يصدر بيان مشترك بعد القمة. وأكد ترامب أن اجتماعاً آخر يضم زيلينسكي سيكون ضرورياً قبل أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأشار ترامب إلى إمكانية “تبادل أراض” لصالح الطرفين مقابل وقف إطلاق النار، وهو ما ترفضه كييف باعتباره مخالفاً لدستورها.
وقال فوك فوكسانوفيتش من كلية لندن للاقتصاد إن روسيا لا تملك حوافز للتوصل إلى وقف لإطلاق النار أو التنازل عن مطالبها الأساسية. كما تعتقد أن وضعها الميداني يتحسن مع الوقت.
قال الخبير الاقتصادي كونستانتين سونين من جامعة شيكاغو إن القمة غير مرجح أن تسفر عن نتائج ملموسة. ويرجع ذلك لأن “بوتين لن يقلل من مطالبه، وزيلينسكي في موقف صعب، وإذا تخلت أوكرانيا عن دفاعاتها فسيهاجم بوتين مجدداً”.
القمة تتضمن جلسة مغلقة بين الرئيسين، يعقبها اجتماع موسع، ثم إفطار عمل، على أن تختتم بمؤتمر صحفي مشترك.