طهران ، ايران – فقدت الساحة الفنية في إيران إحدى أبرز وجوهها الإنسانية والسينمائية. برحيل الممثلة المحبوبة شيرين يزدانبخش، التي وافتها المنية مساء الخميس (25 ديسمبر 2025). جاء ذلك إثر مضاعفات جلطة دماغية عانت منها منذ شهر أكتوبر الماضي.
رحيل هادئ كما تمنت
ووري جثمان الفقيدة الثرى يوم الجمعة في المقبرة رقم 70 بـ “بهشت زهراء” في طهران. كانت مراسم الجنازة مقتصرة على عدد محدود من أفراد العائلة بناء على رغبتها الشخصية. فقد فضلت الراحلة التزام الصمت حيال مرضها وعدم الإعلان عنه، مفضلة الرحيل بهدوء بعيدا عن صخب الأضواء.
من “التبغ” إلى أضواء الشهرة بالصدفة
ولدت يزدانبخش في أصفهان عام 1948، وعاشت حياة بعيدة عن الفن لأكثر من ثلاثة عقود. وقد عملت في “مؤسسة التبغ” لمدة 32 عاما، ولم تدخل عالم التمثيل إلا بعد تقاعدها وبمحض الصدفة. كان ذلك إثر اقتراح من الفنان أفشين هاشمي. بدأت مسيرتها الفنية وهي في سن متقدمة، لكنها سرعان ما حجزت مكانة فريدة في قلوب الجمهور.
“عمة” المسرح و”أمي” السينما
لقبت الراحلة بـ “العمة شيرين” بين أوساط المسرحيين. في حين اعتاد رواد السينما مناداتها بـ “أمي”. أصبحت رمزا للأم الحنونة والبسيطة. رغم أن معظم أدوارها كانت ثانوية وقصيرة، إلا أنها تميزت بعمق المشاعر والصدق الفطري. هذا جعل أثرها باقيا وخالدا في أذهان المشاهدين.
مسيرة حافلة بالجوائز
رغم قصر مشوارها الفني زمنيا، إلا أنه كان غنيا بالإنجازات. ومن أبرز محطاته فوزها بجائزة “سيمرغ البلورية” كأفضل ممثلة مساعدة عن أول أدوارها في فيلم “من فضلك لا تزعجني” (مهرجان فجر 28).
ورشحت للجائزة ذاتها عن دورها الأيقوني في فيلم “إلى الأبد ويوم” (مهرجان فجر 34).
وشاركت في أفلام بارزة مثل “انفصال نادر عن سيمين” للمخرج أصغر فرهادي، و“التقبيل على القمر”، و”قمامة جميلة”، و”ملبورن”.
رحلت “شيرين” تاركة وراءها إرثا من الأدوار. جسدت فيها طيبة وبساطة الإنسان الإيراني. لتبقى صورتها كأم حنونة محفورة في ذاكرة السينما الإيرانية.


