صوت الامارات – كشفت الحسابات الفلكية أن كوكب الأرض على موعد غدا، الأحد 21 ديسمبر 2025، مع ظاهرة “الانقلاب الشتوي“. تصل الشمس إلى أقصى ميل لها جهة الجنوب فوق مدار الجدي. ويمثل هذا الحدث البداية الرسمية لفصل الشتاء فلكيا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. هذا الفصل سيمتد لـ 89 يوما. بينما يبدأ الانقلاب الصيفي في النصف الجنوبي.
ميكانيكا الفصول: ميل المحور وليس المسافة
تحدث هذه الظاهرة نتيجة ميل محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة أثناء دورانها حول الشمس. وبخلاف الاعتقاد الشائع، فإن الفصول لا تنتج عن المسافة بين الأرض والشمس. بل تنتج عن تبادل النصفين الشمالي والجنوبي للأماكن في استقبال أشعة الشمس. ففي يوم غد، يميل القطب الشمالي بعيدا عن الشمس، مما يجعلها تظهر في أقصى جنوب السماء. وينتج عن ذلك أقصر نهار وأطول ليل في العام لسكان المناطق الواقعة شمال خط الاستواء.
الانقلاب الشتوي.. برهان على كروية الأرض
أكد الفلكيون أن ظاهرة الانقلاب الشتوي تقدم دليلا عمليا قاطعا على كروية الأرض، وذلك من خلال عدة ملاحظات:
اختلاف طول النهار والليل: التباين الدوري في ساعات الإضاءة وزاوية سقوط الأشعة بين النصفين الشمالي والجنوبي. هذا التباين لا يمكن أن يحدث فلكيا إلا في نموذج كروي.
المناطق القطبية: في هذا اليوم، لا تشرق الشمس تماما في المناطق الواقعة شمال الدائرة القطبية الشمالية. بينما لا تغرب في القطب الجنوبي، وهو ما يؤكد انحناء سطح الأرض.
طول الظلال: يسجل ظل الإنسان والأجسام وقت الظهيرة غدا “أقصى طول له” خلال السنة بالكامل. يعود هذا لسبب انخفاض قوس مسار الشمس في السماء.
رحلة العودة نحو الاعتدال
بعد وصول الشمس إلى أقصى نقطة جنوبا، تبدو ظاهريا وكأنها تشرق من نقطة ثابتة لبضعة أيام. هذا هو سبب تسميته بالانقلاب أو السكون. بعد ذلك يبدأ مسار الشمس بالتحرك تدريجيا نحو الشمال مرة أخرى. ومع هذا التحرك، يبدأ النهار في الزيادة تدريجيا على حساب الليل. حتى تتساوى الساعات تماما في الاعتدال الربيعي المقرر في 20 مارس المقبل.
ويلاحظ سكان النصف الشمالي غدا تأخر الفجر وشروق الشمس من أقصى نقطة في الجنوب الشرقي. مع غروب مبكر ينهي أقصر نهار في عام 2025.


