أبوظبي،الإمارات-منذ اللحظات الأولى لانطلاق “عاصفة الحزم” في مارس 2015، لم يكن الدور الإماراتي في اليمن مجرد مشاركة عسكرية عابرة، بل تحول إلى إستراتيجية متكاملة تهدف إلى استعادة الدولة من براثن الميليشيات والتنظيمات المتطرفة.
واليوم، مع نهاية عام 2025، يقف المشهد اليمني على أعتاب مرحلة جديدة بفضل توازن القوى الذي أرسته أبوظبي بالتعاون مع الرياض بالرغم من الزوبعة الأخيرة،
والتي أوضح الموقف الرسمي الإماراتي أنه يسعى للتهدئة لا للتصعيد بعد استهداف ميناء المكلا.
كسر شوكة الإرهاب في المكلا وشبوة
بدأ التحول الجذري في مسار محاربة الإرهاب في 24 أبريل 2016، حين قادت القوات المسلحة الإماراتية عملية تاريخية لتحرير مدينة “المكلا” من تنظيم القاعدة.
ووفقا لبيانات قيادة القوات المشتركة، نجحت العملية في وقت قياسي بمشاركة قوات يمنية تم تدريبها إماراتيا،
وهذا ما قطع شريان التمويل الرئيسي للتنظيم الذي كان يجني ملايين الدولارات يوميا من عوائد الميناء.
ولم تتوقف العمليات عند هذا الحد، بل توالت لتشمل “عملية الفيصل” في فبراير 2018 لتطهير وادي المسيني،
وكذلك “عملية السيف الحاسم” في مارس 2018 التي استهدفت معاقل الإرهاب في صعيد شبوة.
وبحسب تقارير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن هذه التحركات لم تكن عسكرية فحسب،
بل هدفت لتأمين إمدادات الطاقة العالمية وحماية الملاحة الدولية في خليج عدن.
صمام الأمان
اعتمدت الإمارات في رؤيتها للاستقرار على قاعدة “أهل الأرض أدرى بشعابها”.
ومن هذا المنطلق، أشرفت على تأسيس وتدريب قوات النخبة الحضرمية، والنخبة الشبوانية، وقوات الحزام الأمني.
وتؤكد سجلات وزارة الداخلية اليمنية أن هذه القوات باتت اليوم تمثل الركيزة الأساسية في مكافحة الجريمة المنظمة والخلايا النائمة،
حيث ساهمت في إحباط مئات العمليات الإرهابية خلال عامي 2024 و2025.
التناغم مع التحالف العربي
على الصعيد السياسي والعسكري المشترك، ظلت الإمارات الشريك الأبرز للمملكة العربية السعودية ضمن تحالف دعم الشرعية.
وفي إطار “اتفاق الرياض” والجهود الدبلوماسية اللاحقة، عملت أبوظبي على توحيد الجبهة الداخلية اليمنية.
وصرحت الخارجية الإماراتية في مطلع ديسمبر 2025 بأن التنسيق مع التحالف بلغ مراحل متقدمة،
وهذا في سبيل دعم الوصول لتسوية سياسية شاملة تضمن وحدة اليمن وسيادته.
استدامة البناء
وفي خطوة وصفتها تقارير الأمم المتحدة الإنمائية بأنها “التحول الأهم في قطاع الخدمات”، شهد عام 2025 طفرة في مشاريع الطاقة.
حيث دخلت “محطة الطاقة الشمسية” في عدن الممولة بالكامل من الإمارات حيز التشغيل الكامل بقدرة 120 ميجاوات، كأول مشروع من نوعه في اليمن.


