أبوظبي،الإمارات-واصل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، خلال عام 2025، تنفيذ خطة توسع طموحة عززت مكانته كأحد أكبر مشروعات الطاقة المتجددة عالميا.
وقد شهد العام الجاري ارتفاعا ملحوظا في القدرة الإنتاجية لتصل إلى نحو 3,860 ميجاواط؛ وذلك بعد إضافة 800 ميجاواط جديدة اعتمادا على تقنيات الألواح الكهروضوئية والطاقة المركزة،
وهذا مما يؤكد تسارع وتيرة التحول الاستراتيجي الذي تقوده دبي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
تعاظم مساهمة الطاقة الخضراء
وفي هذا السياق، باتت الطاقة المنتجة من المجمع تمثل قرابة 21.5% من إجمالي القدرة الإنتاجية لهيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا).
وبناء عليه، تعززت ثقة الإمارة في المصادر المستدامة، خاصة وأن الخطط المستقبلية تستهدف رفع القدرة الإجمالية للمجمع إلى أكثر من 7,260 ميجاواط بحلول عام 2030؛
الأمر الذي سيرفع حصة الطاقة النظيفة لتسهم بنحو 34% من إجمالي الإنتاج المحلي، متجاوزة بذلك التوقعات السابقة.
ثورة في أنظمة التخزين العالمي
علاوة على ذلك، أطلقت “ديوا” خلال عام 2025 مناقصة المرحلة السابعة، والتي تُعد نقطة تحول جوهرية؛
إذ من المتوقع أن تضيف 2,000 ميجاواط مدعومة بأنظمة تخزين عملاقة بسعة 1,400 ميجاواط/ساعة.
وحيث إن هذا المشروع يدمج بين التوليد والتخزين، فإنه يمثل أحد أكبر المشاريع المتكاملة عالميا،
وهذا بما يضمن استمرارية تزويد الطاقة النظيفة بكفاءة عالية حتى خلال فترات غياب الإشعاع الشمسي.
ريادة عالمية في مكافحة التغير المناخي
ومن ناحية أخرى، لم يقتصر النجاح على الأرقام الإنتاجية فحسب، بل سجل المجمع إنجازا تاريخيا بدخوله موسوعة غينيس للأرقام القياسية؛
وذلك لتحقيقه أعلى قدرة إنتاج لمحطة طاقة شمسية مركزة بجهة تشغيل واحدة.
وبالتالي، ينعكس هذا التفوق التقني إيجابا على الصعيد البيئي، حيث يُتوقع خفض أكثر من 8.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويا،
وهو ما يرسخ مكانة دولة الإمارات كشريك فاعل في الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي.
نموذج اقتصادي مستدام
نجح المجمع في جذب اهتمام واسع من كبرى الشركات العالمية التي أبدت التزاما قويا للمنافسة على عقود التطوير المستقبلية.
ومن ثم، يبرهن تطبيق نموذج “المنتج المستقل للطاقة” (IPP) على نجاح الرؤية الاقتصادية لدبي في استقطاب الاستثمارات الأجنبية،
وهذا مما يجعل من المجمع ليس فقط مشروعا للطاقة، بل محركا اقتصاديا مستداما يعزز جودة الحياة للأجيال القادمة.


