أبوظبي، الإمارات-تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة للاحتفال باليوم الوطني الـ54 في الثاني من ديسمبر المقبل، وسط إنجازات نوعية تعكس مسيرتها المتسارعة نحو المستقبل،
لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح أحد أبرز ركائز التنمية الوطنية والاقتصاد المعرفي في الدولة.
ويأتي اليوم الوطني هذا العام في ظل ما توصف به الإمارات من “قفزات تكنولوجية غير مسبوقة” ،
جعلتها من الدول الرائدة عالميا في تطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي،
وهذا بفضل استراتيجية وطنية طموحة، واستثمارات ضخمة، ومؤسسات بحثية وتعليمية متخصصة تنافس كبرى المراكز العالمية.
استراتيجية وطنية تستشرف المستقبل
أطلقت الإمارات الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 ضمن رؤيتها للتحول إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي،
انسجاما مع أهداف مئوية الإمارات 2071.
وتشمل الاستراتيجية ثمانية أهداف رئيسية، من بينها تعزيز السمعة العالمية للدولة في هذا المجال،
وتنمية القدرات البشرية، وتمكين القطاعات الحيوية، واعتماد الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية.
ووفق تقديرات رسمية، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 335 مليار درهم في الاقتصاد الوطني بحلول عام 2031،
وذلك في خطوة تؤكد توجه الدولة نحو تنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار.
جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: منارة علمية عالمية
تعد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI) من أبرز رموز التقدم العلمي في الدولة،
إذ تخرج منها مئات الطلبة من مختلف الجنسيات، وأسست مختبرات أبحاث متقدمة في أبوظبي ووادي السيليكون بالولايات المتحدة.
وفي عام 2025، توسعت الجامعة بإطلاق أول برنامج بكالوريوس في الذكاء الاصطناعي،
وهذا بجانب برامج الدراسات العليا، بما يسهم في إعداد جيل إماراتي وعالمي قادر على قيادة التحول الرقمي.
نماذج مفتوحة تنافس عالميا
برزت الإمارات كقوة تقنية منافسة في تطوير النماذج اللغوية المفتوحة المصدر،
وهذا من خلال مشاريع مثل Falcon التابعة لمعهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي،
لذلك وصفت بأنها من أكثر النماذج كفاءة على مستوى العالم.
بالإضافة إلي أن الإمارات أطلقت نماذج متعددة اللغات، منها Jais باللغة العربية وNanda بالهندية وSherkala بالكازاخية،
وهو ما يعزز الحضور اللغوي والثقافي في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي عالميا.
شراكات واستثمارات عالمية
شهد عام 2025 توقيع عدد من الشراكات الكبرى التي عززت مكانة الإمارات في سوق التكنولوجيا العالمي،
أبرزها استثمار مايكروسوفت بقيمة 1.5 مليار دولار في شركة G42 الإماراتية،
وهذا إلى جانب إنشاء صندوق بقيمة مليار دولار لتأهيل الكفاءات في الذكاء الاصطناعي.
علاوة علي ذلك، تعاون معهد الابتكار التكنولوجي مع شركة AWS لإتاحة نماذج Falcon عبر منصات الحوسبة السحابية مثل Amazon Bedrock،
وهو ما مكن الباحثين والشركات من استخدام هذه التقنيات في مجالات متنوعة.
الذكاء الاصطناعي ركيزة الاقتصاد الوطني
تحليلات اقتصادية أشارت إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تسهم بما يصل إلى 14% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات،
وهذا بحلول عام 2030، وبنحو 20% من الناتج غير النفطي بحلول عام 2031.
ويجري تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي في قطاعات الطاقة والنقل والسياحة والخدمات الحكومية،
وذلك لتحسين الكفاءة وتعزيز جودة الحياة، ضمن رؤية الدولة لتصبح مركزا عالميا لتقنيات المستقبل.




