أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة – تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، تنطلق في أبوظبي يوم الاثنين المقبل (20 أكتوبر الجاري). ستبدأ أعمال الندوة العلمية للمجلس الدولي للرياضة العسكرية “السيزم” (CISM). وتضم الندوة نخبة من كبار المسؤولين العسكريين والخبراء والأكاديميين والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
وتأتي الندوة التي تنعقد كل عامين في إحدى الدول الأعضاء بالمجلس، إلى دولة الإمارات للمرة الأولى على مستوى المنطقة. الهدف هو تسليط الضوء على “الجاهزية البدنية والمرونة في القوات المسلحة: التحديات واستشراف المستقبل”. وتُعتبر من أبرز الفعاليات العالمية المتخصصة في مجال الرياضة العسكرية. كما تُشكّل منصة استراتيجية لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الدولي في المواضيع المرتبطة بالتدريب العسكري والجاهزية البدنية.
حدث عالمي بمشاركة واسعة
تستقطب نسخة الندوة لهذا العام، على مدى ثلاثة أيام في فندق “دوست تاني – أبوظبي” خلال الفترة 20-22 أكتوبر الجاري، أكثر من 130 مشاركاً يُمثلون 35 دولة عضواً. وسيشارك 43 متحدثاً لتقديم رؤى علمية وخبرات عملية متقدمة. سيشمل ذلك 39 محاضرة متخصصة حول الجاهزية البدنية والمرونة في القوات المسلحة.
وتشهد الندوة التي تُعد ثاني أكبر فعالية ضمن أجندة المجلس الدولي للرياضة العسكرية بعد دورة الألعاب العسكرية العالمية حضور شخصيات دولية بارزة. من بينهم رئيس المجلس الدولي للرياضة العسكرية ونوابه، وأعضاء مجلس الإدارة، والأمين العام لـ”السيزم”. كما سيحضر رؤساء الوفود العسكرية والملحقين العسكريين المعتمدين لدى الدولة. هذا الحضور يعكس الثقة الكبيرة والمكانة المرموقة التي تحظى بها الدولة على الصعيد الدولي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في أبوظبي (اليوم الجمعة) للإعلان عن تفاصيل الندوة. حضر المؤتمر سعادة اللواء الركن عبيد علي المنصوري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لندوة السيزم 2025، والعقيد نيلتون جوميز فيلهو، رئيس المجلس الدولي للرياضة العسكرية (السيزم). بالإضافة إلى العقيد البحري روبرتو ريكّيا، الأمين العام للمجلس الدولي للرياضة العسكرية، واللواء راشد الدوسري، نائب رئيس المجلس عن قارة آسيا، والعميد الركن أيوب الفلاسي، رئيس وفد دولة الإمارات العربية المتحدة في المجلس الدولي للرياضة العسكرية. كما حضر الدكتور جاسم محمد الزعابي، نائب الرئيس لتطوير الأعمال، في مجموعة إيدج.
تعزيز السلام عبر الرياضة
وقال سعادة اللواء الركن عبيد علي المنصوري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لندوة “السيزم 2025”: “إن استضافة دولة الإمارات لهذا الحدث العالمي تترجم توجيهات قيادتنا الرشيدة نحو تعزيز مكانة الدولة كوجهة رئيسية للفعاليات الدولية الكبرى. ويرسخ الثقة الرفيعة التي تحظى بها دولة الإمارات على الساحة العالمية”.
وأضاف سعادة اللواء: “تتمتع وزارة الدفاع بخبرات ريادية أثبتت قدراتها وإمكانياتها في تنظيم مبادرات نوعية في مختلف المجالات المرتبطة بالقطاع الدفاعي. وهذا ما نراه اليوم من خلال هذه الندوة التي تجمع بين البحث العلمي والتأهيل العسكري. ويدعم هذا المشهد تعزيز حضور السلام عبر الرياضة. كما يتماشى مع نهج الدولة في دعم المبادرات التي تُكرس الاستقرار والتنمية حول العالم”.
من جانبه أشاد العقيد نيلتون جوميز فيلهو، رئيس المجلس الدولي للرياضة العسكرية (السيزم)، بتنظيم وزارة الدفاع لندوة السيزم 2025. وذكر حفاوة دولة الإمارات وقدراتها وإمكانيتها في إدارة واستضافة فعاليات عالمية كبرى وفق أعلى مستويات الجاهزية والمرونة.
من جانبه، قال العميد الركن أيوب الفلاسي، رئيس وفد دولة الإمارات العربية المتحدة في المجلس الدولي للرياضة العسكرية: “إن دولة الإمارات لعبت منذ انضمامها إلى عضوية المجلس في عام 1974 دوراً فاعلاً في دعم الرياضة العسكرية وتطوير منظوماتها في إطار تعاوني دولي. كما يتمثل التزامنا في الدولة بالمساهمة الفاعلة في جلسات هذه الندوة من خلال مشاركة نخبة من جامعاتنا الوطنية، وباحثينا المتخصصين في المجالات العسكرية والأكاديمية. إنهم قدموا أوراقاً علمية وبحوثاً متخصصة تُثري جلسات الندوة ومحاورها المتنوعة”.
برنامج علمي متكامل
ويتضمن البرنامج العلمي للندوة جلسات حوارية وورش عمل وعروضاً متخصصة يقدمها نخبة من الأكاديميين والخبراء والباحثين من مختلف دول العالم. وتشمل الموضوعات المطروحة محاور حيوية من أبرزها الطب الرياضي والرياضات القتالية والتكنولوجيا الحديثة وتغير المناخ.
وتهدف هذه الجلسات إلى طرح أحدث الدراسات العلمية وتبادل أفضل الممارسات والخبرات. وهذا يُسهم في تطوير الجيوش وتعزيز قدراتها على مواجهة التحديات المستقبلية. كما يُشكّل البرنامج العلمي منصة لإطلاق مبادرات بحثية. الهدف هو دمج المعرفة النظرية بالتطبيقات العملية، بما يُواكب متطلبات المستقبل العسكري في مجالات التدريب والجاهزية.
منصة للتفاهم والسلام
وتكتسب هذه الندوة إلى جانب دورها العلمي والبحثي أهمية إضافية. إذ تُعد منصة لتعزيز الدبلوماسية الدفاعية وبناء جسور التفاهم والسلام بين شعوب العالم عبر الرياضة. فالرياضة العسكرية تُمثل وسيلة فاعلة لتقريب وجهات النظر وتعزيز التعاون الدولي. وتؤكد استضافة الإمارات للحدث التزامها الراسخ بالقيم الإنسانية التي تدعو إلى نشر السلام والاستقرار والتقارب بين الشعوب.
وتُجسّد استضافة أبوظبي لهذا الحدث الدولي العريق، الذي يعود تاريخه إلى عام 1948، رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات في ترسيخ موقع الدولة كمركز عالمي رائد لتنظيم واستضافة الفعاليات الدولية الكبرى. وتأتي الاستضافة ثمرة جهود متواصلة بذلتها وزارة الدفاع. لقد تقدمت بملف شامل لاستضافة الحدث الذي حاز ثقة الجمعية العمومية للمجلس الدولي للرياضة العسكرية في اجتماعها بموسكو عام 2023.
ترسيخ المكانة العالمية للإمارات
ومنذ انضمامها إلى عضوية المجلس الدولي للرياضة العسكرية عام 1974، والذي يضم 140 دولة عضواً، لعبت وزارة الدفاع الإماراتية دوراً محورياً في دعم أنشطة المجلس عبر استضافة وتنظيم بطولات ومبادرات دولية كبرى. كما ساهمت بالإسهام الفاعل في تعزيز البحث العلمي في مجال الرياضة العسكرية من خلال المشاركة المستمرة في المؤتمرات والندوات المتخصصة.
ويعكس اختيار الإمارات لاستضافة ندوة “السيزم” الدولية المكانة المرموقة التي تحتلها الدولة عالمياً في استضافة وتنظيم الفعاليات الكبرى. وتظهر قدرتها على توفير بيئة مثالية لنجاح المؤتمرات الدولية. كما يُؤكد هذا الاختيار ثقة المجتمع الدولي في كفاءة مؤسسات الدولة في تقديم نموذج رائد في التنظيم الاحترافي. وهذا يُعزّز دور الإمارات في مسيرة تطوير الرياضة العسكرية.
إرث مستدام
وباستضافة هذه الندوة الدولية، تُواصل الإمارات ترسيخ دورها الحيوي في إطلاق مبادرات تعزز التعاون الدولي. وهي تدعم مسيرة البحث العلمي والتدريب العسكري، بما يحقق إرثاً مستداماً ينعكس أثره على أجيال المستقبل. فالحدث لا يُمثل مجرد ملتقى عالمي للخبراء العسكريين والباحثين، بل يُشكّل خطوة استراتيجية نحو ترسيخ مكانة الإمارات كمنصة عالمية رائدة في مجالات الرياضة العسكرية والدفاع والتعاون الدولي.