لندن،بريطانيا-نقلت تقارير اقتصادية دولية نبأ مغادرة الملياردير المصري محمد منصور، أحد أبرز الممولين لحزب المحافظين البريطاني، لمقر إقامته في المملكة المتحدة عائدا إلى مصر.
وقد أكدت سجلات رسمية حديثة أن منصور، البالغ من العمر 77 عاما، بات مقيما بشكل دائم في بلده الأم؛
وذلك بعد سنوات من الاستقرار في لندن التي بدأت منذ عام 2016 على الأقل.
تشديد الضرائب يدفع الأثرياء للرحيل
وفي واقع الأمر، تأتي خطوة رئيس مجلس إدارة مجموعة «منصور» ضمن موجة خروج متزايدة للأثرياء من بريطانيا؛
وهذا بسبب التعديلات الجوهرية على السياسات الضريبية.
حيث شددت الحكومة القواعد المتعلقة بفئة “غير المقيمين ضريبيا”، عبر تقليص فترة الإعفاء من الضرائب على الدخل الخارجي لتصبح أربع سنوات فقط.
علاوة على ذلك، زادت مخاوف الأثرياء مع توجه حزب العمال بقيادة كير ستارمر نحو إلغاء الإعفاءات على الميراث للأصول الخارجية.
ثقل سياسي واقتصادي في لندن
من الجدير بالذكر أن منصور لم يكن مجرد مقيم عادي، بل كان أحد أكبر المتبرعين السياسيين في بريطانيا؛
إذ تبرع بنحو 5 ملايين جنيه إسترليني لحزب المحافظين في عام 2023 وحده، عقب تعيينه أمينا ماليا للحزب.
وبناء عليه، فإن مغادرته تمثل خسارة رمزية ومالية لدوائر النفوذ التي ارتبط بها خلال العقد الأخير في المملكة المتحدة.
مجموعة منصور: إمبراطورية عابرة للحدود
وفي سياق متصل، تعود جذور إمبراطورية منصور الاقتصادية إلى عام 1952،
حينما بدأت كمصدر للقطن قبل أن تتوسع لتشمل العقارات والأغذية والتصنيع.
واليوم، تمتلك المجموعة استثمارات مبكرة في شركات تكنولوجية عالمية مثل «Airbnb» و«Spotify»،
وهذا إلى جانب إدارتها لواحدة من أكبر وكالات معدات «كاتربيلر» عالمياً،
الأمر الذي جعل منصور يصنف لسنوات ضمن قائمة أغنى المقيمين في العاصمة البريطانية.
العودة إلى الجذور والمتحف الكبير
ختاما، بينما اتجه بعض المليارديرات إلى دول مثل موناكو أو الإمارات، فضل منصور العودة إلى وطنه الأم.
وقد لفت منصور الأنظار مؤخرا بظهوره في الإعلان الترويجي لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير،
وهو ما اعتبره مراقبون إشارة قوية لتعزيز تواجده في المشهد الوطني المصري خلال المرحلة المقبلة،
خاصة مع اتساع استثمارات مجموعته داخل السوق المحلي.


