أبوظبي، الإمارات-تشهد كرة القدم العالمية في السنوات الأخيرة تحولًا لافتًا تقوده مجموعة “سيتي فوتبول” الذراع الرياضي والاستثمار،
التابعة لـ مجموعة أبوظبي للاستثمار، والمملوكة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات.
فمنذ استحواذها على نادي مانشستر سيتي الإنجليزي عام 2008، غيّرت المجموعة خريطة كرة القدم الحديثة،
ورسّخت مفهومًا جديدًا لما يُعرف بالقوة الناعمة في العلاقات الدولية عبر الرياضة.
مشروع كروي عالمي برؤية إماراتية
انطلقت “سيتي فوتبول” من رؤية استراتيجية تهدف إلى دمج الاستثمار الرياضي بالابتكار الإداري والتأثير الثقافي،
فأسست شبكة أندية مترابطة تمتد عبر خمس قارات.وتضم هذه الشبكة حاليًا:
مانشستر سيتي (إنجلترا)، نيويورك سيتي (الولايات المتحدة)،
وأيضا جيرونا (إسبانيا)، مومباي سيتي (الهند)، ملبورن سيتي (أستراليا)، باليرمو (إيطاليا)،
باهيا (البرازيل)، إلى جانب أندية في الصين وبلجيكا وفرنسا وأوروجواي.

بهذا التمدد الجغرافي أصبحت المجموعة تملك أكبر منظومة كروية متكاملة في التاريخ الحديث،
تشترك في الهوية الفنية والإدارية والعلامة التجارية،
وتتيح تبادل اللاعبين والخبرات، مما جعلها نموذجًا يحتذى في الإدارة الرياضية والتمويل المستدام.
من مانشستر إلى العالم
مع استحواذ أبوظبي على مانشستر سيتي، تحول النادي إلى قوة أوروبية كبرى تهيمن على البطولات المحلية،
وتحصد الألقاب القارية، بفضل الإدارة الحديثة والبنية التحتية المتطورة،
وتوظيف التكنولوجيا في تحليل الأداء والتسويق الرياضي.
وأصبح اللون السماوي علامة عالمية تعكس النجاح الإماراتي في توظيف الرياضة كأداة للنهضة والريادة.
دبلوماسية ناعمة واقتصاد رياضي
تحوّلت “سيتي فوتبول” إلى أداة من أدوات القوة الناعمة الإماراتية، إذ تجمع بين الرياضة والاستثمار والدبلوماسية العامة.
وتنظر التحليلات الغربية إلى هذا النشاط بوصفه نموذج ناجح لتصدير التنمية والاستقرار والانفتاح الثقافي من الشرق الأوسط إلى العالم.
فمن خلال كرة القدم، نجحت الإمارات في تحقيق حضور مؤثر على الساحة الدولية،
ليس فقط كقوة اقتصادية، بل كدولة تستخدم الثقافة والرياضة لبناء جسور التواصل بين الشعوب.

مانشستر يونايتد واحتمال الاستحواذ
في الوقت الذي تتزايد فيه الأنباء عن احتمال بيع مانشستر يونايتد،
يرى خبراء السوق أن أي اقتراب من “سيتي فوتبول” نحو الصفقة – ولو جزئيًا – سيغيّر موازين اللعبة في إنجلترا.
ورغم القيود القانونية المفروضة على ملكية أكثر من نادٍ في الدوري ذاته،
إلا أن القدرة التوسعية للمجموعة تجعلها قادرة على الدخول بأساليب مبتكرة،
سواء عبر شراكات استثمارية أو تحالفات تسويقية، وهو ما يثير قلق المنافسين.
كرة القدم كقوة ناعمة
الاستحواذ على نادي باهيا البرازيلي عام 2022 مثل خطوة جديدة نحو الدمج بين الهوية الشعبية والإدارة العالمية،
رغم الجدل الذي أثير في بعض الأوساط حول مواءمة القيم المحلية مع الخلفية الثقافية والسياسية للإمارات.
ومع ذلك، يظل تأثير المجموعة على المستوى الاقتصادي والتقني واضحًا،
إذ نقلت مفاهيم الإدارة الحديثة والبنية التحتية الاحترافية إلى أندية ظلت تعاني لسنوات من ضعف التمويل وسوء الإدارة.