روما ، إيطاليا – تحولت أجواء مباراة كرة السلة بين فريقي ريال سيباستياني رييتي وإسترا بيستويا في إيطاليا إلى كارثة مأساوية. جاء ذلك بعد أن قتل سائق حافلة تقل مشجعي فريق بيستويا. تعرضت الحافلة لوابل من الحجارة أثناء عودتها على الطريق السريع بين رييتي وتيرني.
وبحسب ما أعلنه نادي ريال سيباستياني في بيان رسمي، فإن الحادثة وقعت مساء الاحد، بعد انتهاء المباراة. حيث هاجم مجهولون الحافلة بالحجارة والطوب، مما أدى إلى تحطيم إحدى النوافذ وإصابة السائق الاحتياطي إصابة قاتلة.
وجاء في البيان: “ربما لن نتمكن أبدا من استيعاب ما حدث الليلة الماضية. الساعات تمر، والمأساة تزداد مرارة وغموضا. احتراما للضحية وأحبائه، قررنا فرض تعتيم إعلامي حتى إشعار آخر”.
رئيسة الوزراء: “عمل إجرامي غير مقبول”
في أول تعليق رسمي، أدانت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بشدة هذا الهجوم. ووصفت هذا الفعل بأنه “فعل عنيف، غير مقبول ومجنون”.
وكتبت ميلوني على منصات التواصل: “أعرب عن خالص تعازي لعائلة الضحية وتعاطفي مع من شهدوا هذه المأساة. أنا واثقة من أن المسؤولين عن هذا العمل الجبان سيتم تحديدهم وتقديمهم للعدالة بسرعة”.
تاياني: “ما علاقة هذا بالرياضة؟”
بدوره، اعتبر أنطونيو تاياني، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، أن الحادثة تعكس انحدارا خطيرا في القيم المجتمعية. وتساءل عن العلاقة بين هذا النوع من العنف والرياضة.
وقال: “أن يقتل إنسان بهذه الطريقة يعني أننا نستهين بالحياة نفسها. بعد ما رأيناه من اشتباكات في بيزا، لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه السلسلة من العنف. لا علاقة لهذا بالرياضة ولا بقيمها”.
لاتسيو تنضم كطرف مدني في القضية
في تصعيد قانوني، أعلن رئيس منطقة لاتسيو، فرانشيسكو روكا، أن المنطقة ستنضم إلى الإجراءات القانونية كطرف مدني في القضية. هذا يأتي دفاعا عن قيم الرياضة والمجتمع.
وقال روكا في بيان رسمي: “ندين هذا العمل الوحشي الذي لا يمثل بأي شكل من الأشكال قيم الرياضة أو مدينة رييتي. من الضروري تحديد الجناة بسرعة ومحاسبتهم”.
تحقيقات مكثفة وتضامن واسع
تواصل السلطات الإيطالية التحقيق في الحادث، وسط مطالبات واسعة بسرعة القبض على الفاعلين ومحاسبتهم. وقد أجمعت الأندية الرياضية، والشخصيات العامة، والجهات الحكومية، على أن العنف المرتبط بالرياضة لم يعد يحتمل. يمثل ذلك خطرا على السلامة العامة وقيم التعايش.
كما أعربت عدة أندية في دوري كرة السلة الإيطالي عن تضامنها مع عائلة الضحية. دعت إلى “وقف كل أشكال التعصب الرياضي والعنف المرتبط بالتشجيع”.
شهدت إيطاليا في السنوات الأخيرة تصاعدا في أعمال العنف المرتبطة بالجماهير الرياضية. تتنوع هذه الأعمال بين شجارات واعتداءات وتخريب وتخويف. دفع ذلك جهات رسمية إلى المطالبة بمراجعة سياسات الأمن في الفعاليات الرياضية. كما يطالبون بفرض عقوبات مشددة على الأفراد والمجموعات المتورطة.