طهران ، إيران – ذكرت صحيفة “ذا صن” البريطانية، نقلا عن خبراء استخباراتيين إسرائيليين، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعمل على إعادة تسليح حركة حماس. كما أنها تعيد بناء محور نفوذها في المنطقة
في خطوة قد تمهد لجولة جديدة من الصراع مع إسرائيل.
قال راز زيميت، ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، إن طهران تستغل الوضع الحالي لإعادة بناء قوتها. يأتي ذلك بعد أن أضعفت مجموعاتها الوكيلة في لبنان وسوريا وغزة.
وأضاف أن إيران “لن تتخلى أبدا عن هدفها النهائي المتمثل في تدمير إسرائيل والحصول على أسلحة نووية”.
ونقل زيميت عن مستشار قائد الثورة الإسلامية، علي أكبر ولايتي، قوله إن إيران رغم الخسائر التي تكبدتها في الحرب التي استمرت 12 يوما، اكتسبت دوافع جديدة لتعزيز برنامجها النووي.
وكتب ولايتي في تصريحات على قناة تلفزيونية إيرانية في 10 أكتوبر/تشرين الأول أن “بداية وقف إطلاق النار في غزة قد تكون مرتبطة بانتهاء وقف إطلاق النار في أماكن أخرى. مثل العراق واليمن ولبنان”.
في المقابل، رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تهديدات حماس قائلا إن الولايات المتحدة ستنزع سلاح الحركة “بسرعة وحتى بقسوة” إذا رفضت التخلي عن أسلحتها. يأتي ذلك في إطار خطة السلام التي طرحها والتي تتضمن تسليم حماس لكافة أسلحتها لضمان تنفيذ اتفاق سلام مستدام في غزة.
وأكد زيميت أن “حماس هزمت لكنها لم تدمر، وإيران تعيد بناء قوتها الاستراتيجية، والهدوء الحالي مؤقت فقط”.
من جانب آخر، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانا أعلنت فيه دعمها لأي جهود تشمل وقف الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية. كما دعت إلى إدخال المساعدات الإنسانية
إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، وتحقيق الحقوق الفلسطينية، معبرة عن موقفها الداعم للقضية الفلسطينية.
ومع ذلك، يرى الخبراء أن دور إيران في دعم الجماعات المسلحة، ورد فعل إسرائيل على أي تهديد محتمل منها، سيكونان عاملين حاسمين في تحديد المستقبل السياسي والأمني للمنطقة.
جهود إيران لإعادة بناء حزب الله في لبنان
تقرير حديث نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تناول تفاصيل جهود حزب الله السرية لإعادة بناء نفسه. جاء ذلك رغم اتفاقه على نزع السلاح في جنوب لبنان
ذ لا يزال يمتلك أسلحة في مناطق نفوذ أخرى ويواصل بناء هيكله العسكري بمساعدة عملاء إيرانيين وإصلاحات داخلية واسعة.
وقال عنصر في حزب الله للصحيفة إن فترة الارتباك بعد اغتيال حسن نصر الله كانت صعبة جدا. حيث ظل الحزب في حالة “غيبوبة” لمدة عشرة أيام، لكن قوات جنوب لبنان استمرت في العمل وفق بروتوكولات الطوارئ.
وأضاف التقرير أن قوات إيرانية بقيادة إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، تدخلت سريعا. كما عملت على إعادة بناء الهيكل العسكري لحزب الله في غضون عشرة أيام، في حين لا تزال القيادة السياسية للجماعة غير مستقرة.
في تحليله، أشار موقع “واي نت” الإسرائيلي إلى أن حزب الله يحاول الحفاظ على قوته العسكرية وإعادة تأسيس وجوده بشكل خفي. ويقوم بذلك على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وأشار موقع “يديعوت أحرونوت” إلى المنافسة بين إيران والقوى الغربية، لا سيما فرنسا والولايات المتحدة، على النفوذ في لبنان. مؤكدا أن الشعب اللبناني يئن تحت وطأة الحروب ويبحث عن الاستقرار والأمل.
هذا التقرير يعكس التوتر المتصاعد في المنطقة، ويبرز أن إيران لا تزال تلعب دورا محوريا في دعم وكلائها وتعزيز قوتها. يحدث ذلك رغم الضغوط الدولية والإقليمية. وللتقرير تداعيات واضحة على مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط.