لندن ، بريطانيا – في تطور لافت على خلفية واحدة من أكثر الفضائح الجنسية التي هزت العائلة المالكة البريطانية في العقود الأخيرة.
أعلن الأمير أندرو، الشقيق الأصغر للملك تشارلز الثالث، تخليه رسميا عن لقب “دوق يورك”، بعد تصاعد الضغوط المرتبطة بعلاقته برجل الأعمال الأمريكي الراحل والمدان بجرائم جنسية جيفري إبستين.
وجاء هذا القرار عقب نشر مقتطفات مثيرة للجدل من السيرة الذاتية لفيرجينيا جيوفري، إحدى أبرز الضحايا اللواتي اتهمن إبستين بالاتجار الجنسي، والتي صدرت بعد وفاتها. القصة أثرت بشكل كبير على العائلة المالكة البريطانية.
وفي الكتاب، تؤكد جيوفري أنها تعرضت للاستغلال الجنسي من قبل الأمير أندرو عندما كانت تبلغ من العمر 17 عاما، وهي دون السن القانونية في بعض الولايات الأمريكية.
- تنسيق ملكي وتداعيات متواصلة
وقال بيان رسمي صادر عن قصر باكنغهام إن تخلي الأمير أندرو عن لقبه جاء “بالتنسيق مع العائلة المالكة”، مشيرا إلى أن هذا القرار يهدف إلى “الحفاظ على تركيز الملك وعمل العائلة على واجباتها العامة”.
وفي بيان شخصي، قال الأمير أندرو:
“الادعاءات المستمرة ضدي تشتت الانتباه عن عمل جلالتها وعمل العائلة المالكة. لذا، قررت التنازل عن لقبي الملكي طوعا”. وبذلك تكون العائلة المالكة البريطانية قد بدأت في محاولة تهدئة الأوضاع.
اتهامات قديمة وظلال لا تزول
القضية تعود إلى سنوات عدة، حيث واجه الأمير أندرو اتهامات من قبل فرجينيا جيوفري بأنه مارس الجنس معها عدة مرات عندما كانت قاصرا، وهي ادعاءات طالما نفى صحتها.
وعلى الرغم من توصله إلى تسوية مالية معها خارج المحكمة في عام 2022 دون إقرار بالذنب، استمرت هذه الاتهامات في مطاردة سمعته، خصوصا بعد ظهور اسمه مرارا في قضايا إبستين.
ويأتي نشر السيرة الذاتية بعد وفاة جيوفري ليضيف بعدا إنسانيا وقانونيا جديدا إلى القضية، إذ ينظر إلى الرواية المنشورة كـ”شهادة أخيرة” من ضحية أصبحت رمزا لمكافحة الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي.
تأثير على صورة العائلة المالكة
تنازل الأمير أندرو عن لقبه الملكي يعكس حجم الحرج الذي سببه تورطه في هذه القضية للعائلة المالكة، خاصة بعد تولي الملك تشارلز العرش، في مرحلة تسعى فيها المؤسسة الملكية إلى الحفاظ على سمعتها ومكانتها في الحياة العامة البريطانية. فقد تأثرت السمعة البريطانية للعائلة بسبب هذه الأحداث.
ومن غير المتوقع أن يظهر الأمير أندرو في أي مناسبات رسمية للعائلة في المستقبل القريب، إذ تم تجريده سابقا من مهامه الرسمية ومن الرعايات الملكية، في خطوات فسرت على أنها محاولة لعزله بهدوء من الحياة العامة.
تساؤلات قائمة ومستقبل مجهول
رغم تنازله عن اللقب، تظل التساؤلات قائمة حول ما إذا كان الأمير أندرو سيواجه تبعات قانونية إضافية، خاصة في ظل دعوات متزايدة من منظمات حقوقية لإعادة فتح التحقيقات.
كما يراقب الرأي العام البريطاني والدولي ما إذا كانت العائلة المالكة ستتخذ خطوات أخرى لتفادي تكرار مثل هذه الفضائح في المستقبل.
جيفري إبستين وفرجينيا جيوفري
جيفري إبستين، الذي توفي في ظروف غامضة في زنزانته عام 2019، كان قد أدين بتهم الاتجار بالجنس وتكوين شبكة لاستغلال القاصرات بمشاركة شخصيات بارزة.
أما فرجينيا جيوفري، فقد أصبحت من أشهر ضحاياه، وكرست جزءا كبيرا من حياتها لمحاربة الاستغلال الجنسي وكشف المتورطين. وكانت القضية وثيقة الارتباط بالصورة البريطانية للعائلة المالكة.