القاهرة، مصر – تواجه إيران خطر إعادة فرض عقوبات أممية شاملة. هذا يتزامن مع اقتراب انتهاء المهلة التي منحتها الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) ضمن آلية مدتها 30 يومًا. وقد فُعّلت بعد اتهام طهران بخرق التزاماتها النووية. ومع حلول مساء السبت المقبل، ستكون إيران أمام مفترق طرق حاسم. إما التوصل إلى تسوية جديدة أو مواجهة عودة قرارات مجلس الأمن القديمة بكل بنودها.
خلفية الاتفاق النووي
الاتفاق المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) نصّ على رفع العقوبات مقابل تقييد الأنشطة النووية الإيرانية. لكن انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018 أعاد فرض العقوبات الأميركية. ونتيجة لذلك، بدأت إيران تدريجيًا بالتراجع عن التزاماتها.
ما الذي تعنيه العقوبات الأممية؟
إعادة تفعيل العقوبات سيشمل حظر بيع وشراء الأسلحة. كذلك، سيمنع تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته. وحظر تطوير واختبار الصواريخ الباليستية، إضافة إلى تجميد أصول شخصيات وكيانات إيرانية ومنع سفرها.
هذا السيناريو سيعني عزلة دولية متجددة لطهران وتقييد تعاملاتها التجارية والمالية بشكل أوسع من العقوبات الأميركية فقط.
الموقف الإيراني
الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أن إيران رفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60%. وهذا ما يثير قلقًا غربيًا من اقترابها من العتبة اللازمة لإنتاج سلاح نووي. طهران من جانبها تنفي السعي للتسلح النووي وتقول إن برنامجها سلمي. لكنها تحذر من أن إعادة فرض العقوبات ستدفعها إلى الانسحاب الكامل من الاتفاق النووي.
محاولات التهدئة
روسيا والصين طرحتا مشروع قرار لتمديد العمل بالاتفاق لمدة 6 أشهر، لكن لم يتم طرحه للتصويت بعد. أما الترويكا الأوروبية فقد عرضت تمديدًا تقنيًا قصير الأمد لإتاحة فرصة للمفاوضات، غير أن المواقف ما زالت متباينة.
واشنطن تدفع نحو التصعيد
الولايات المتحدة تدعم إعادة فرض العقوبات، وتعتبر أن طهران تستغل المماطلة الزمنية لمراكمة قدراتها النووية. كما توقفت المحادثات غير المباشرة بين الجانبين منذ هجمات يونيو على منشآت نووية وصاروخية داخل إيران.
سيناريوهات ما بعد السبت
إعادة العقوبات ستؤدي إلى عزلة اقتصادية خانقة وتقييد صادرات النفط الإيرانية أكثر.
تمديد المفاوضات يمنح الأطراف فرصة جديدة لتسوية الخلافات.
انسحاب إيراني كامل من الاتفاق سيعني فتح الباب أمام أزمة نووية جديدة قد تشعل سباق تسلح في المنطقة.